توقع «الاتحاد الدولي للنقل الجوي» (اياتا) خلال الاجتماع السنوي للجمعية العامة الذي عقد في بكين امس، ان تتراجع ارباح قطاع الطيران خلال العام الحالي إلى 3 بلايين دولار، بانخفاض 62 في المئة عنها العام الماضي، نتيجة ارتفاع اسعار الوقود عالمياً، وأزمة الائتمان في اوروبا التي يتوقع ان تكبّد شركات الطيران 1.1 بليون دولار هذه السنة. وتوقع المدير العام ل «الاتحاد الدولي للنقل الجوي»، توني تايلر، ان تبلغ عائدات القطاع خلال العام الجاري 631 بليون دولار، لكن الأرباح الصافية لن تتجاوز 3 بلايين دولار، بسبب ارتفاع كلفة الوقود وزيادة الضرائب التي تفرضها الحكومات الأوروبية على شركات الطيران. وأشار الى ان الارباح قد تتحول الى خسائر في حال استمرار ارتفاع اسعار النفط وزيادة حدة الأزمة في أوروبا. وكان قطاع الطيران حقق ارباحاً صافية العام الماضي تجاوزت 7.9 بليون دولار، و18.5 بليون عام 2010، مدفوعاً بنشاط كبير في حركة السياحة والسفر والأسعار المعتدلة للوقود، إضافة الى التحسن الذي شهده الاقتصاد الأميركي. ويتوقع ان تصل فاتورة الوقود خلال العام الحالي الى 207 بلايين دولار، في مقابل 167 بليوناً عام 2011، ونحو 139 بليوناً عام 2010. ويبدو ان قطاع الطيران في العالم العربي تأثر أيضاً بارتفاع أسعار الوقود وأزمة أوروبا، اذ توقع تايلر في تصريح الى «الحياة» ان تسجل شركات الطيران في المنطقة العربية تراجعاً في أرباحها بمعدل 60 في المئة، مقارنة بالرقم القياسي الذي حققته عام 2011 الذي تجاوز بليون دولار، ورجح ألا تتجاوز ارباحها نهاية السنة 400 مليون دولار، بسبب الانعكاسات السلبية لحركة الطيران في اوروبا على اسواق الوجهات الطويلة التي تمتاز بها ناقلات المنطقة العربية عموماً، والناقلات الخليجية بخاصة، إضافة الى ارتفاع اسعار الوقود. ولم يستبعد تايلر ان تواصل المنطقة العربية قيادة النمو في قطاع الطيران العالمي، إذ ان 80 في المئة من تحسّن خدمات الشحن خلال الأشهر الستة الماضية يعود الى المنطقة العربية. وتوقع ارتفاع الطاقة الاستيعابية للناقلات العربية خلال العام الحالي بمعدل 13.3 في المئة، وزيادة الطلب 14.1 في المئة. وأوضح ان قطاع الطيران بات يساهم بنحو 129 بليون دولار في الناتج المحلي الاجمالي للدول العربية، ويوفر نحو 2.7 مليون وظيفة، في حين بلغت مساهمة القطاع في الناتج الأفريقي 67,8 بليون دولار. وأفاد تقرير «اياتا» امس بأن العالم يضم 1568 شركة طيران و3846 مطاراً و23844 طائرة تجارية، ويساهم بنحو 35 في المئة من حجم التجارة العالمية، بقيمة 5.3 تريليون دولار. وانتقد تايلر حكومات العالم التي ما زالت تنظر الى قطاع الطيران مثل «بقرة حلوب» وترهقه بالضرائب، بدلاً من النظر اليه كمساهم قوي في دعم اقتصاد الدول. وأكد انه من اكثر القطاعات نمواً خلال العقد الماضي، اذ تجاوزت عائداته خلال السنوات العشر الماضية 4.6 تريليون دولار، ويتوقع ان يساهم ب6.9 تريليون دولار بحلول عام 2030. ودعا الاتحاد الدولي خلال المؤتمر الى وضع نظام عالمي لانبعاثات الكربون بحلول عام 2013، لتحسين فاعلية الوقود بنسبة 1.5 في المئة سنوياً حتى عام 2020، ليصل مستوى الانبعاثات الكربونية الى صفر بحلول عام 2050، علماً ان هذه الصناعة تساهم بمعدل 2 في المئة سنوياً من الانبعاثات على مستوى العالم. وأكدت «اياتا» ان النقل الجوّي لا يزال اكثر وسائل النقل أماناً، بمعدل حادث لكل 2.7 مليون رحلة جوّية.