دعا وزير شؤون الأسرى والمحررين في السلطة الفلسطينية عيسى قراقع إلى اعتبار الثلثاء المقبل يوماً شعبياً للتضامن مع الأسرى المضربين عن الطعام، في وقت واصل الأسير سامر البرق إضرابه لليوم الثامن عشر بعد المئة. وقال قراقع في بيان أمس إن تقارير مؤسسة أطباء لحقوق الإنسان واللجنة الدولية للصليب الأحمر والمحامين، تشير إلى تدهور خطير على حياة الاسرى المضربين عن الطعام وصحتهم، وأنهم معرضون للإصابة بالشلل أو الموت الفجائي. وكرر نداءه التدخل وإنقاذ حياة الأسرى المضربين عن الطعام، وهم: سامر البرق من مدينة قلقيلية شمال الضفة الغربية المضرب عن الطعام منذ 22 ايار (مايو) الماضي، وحسن الصفدي من مدينة نابلس شمال الضفة المضرب عن الطعام منذ 21 حزيران (يونيو) الماضي، وذلك احتجاجاً على اعتقالهما الإداري، وأيمن الشراونة من مدينة الخليل جنوب الضفة المضرب عن الطعام منذ الأول من تموز (يوليو) الماضي، وسامر العيساوي من مدينة القدسالمحتلة المضرب عن الطعام منذ الأول من آب (اغسطس)، وذلك احتجاجاً على إعادة اعتقالهما كأسيرين محررين في «صفقة شاليت». وحمل الحكومة الاسرائيلية وجهازها الأمني المسؤولية عن حياتهم، وأشار إلى أن الأسرى في سجون الاحتلال الاسرائيلي سيعلنون الثلثاء المقبل يوماً تضامنياً مع رفاقهم المضربين عن الطعام من خلال إرجاع وجبات الطعام لمدة يوم واحد فقط، بعدما أرسلوا رسائل تحذير الى مصلحة السجون الاسرائيلية دعوها فيها إلى التدخل العاجل للاستجابة لمطالب المضربين، وحذروها من أي مكروه قد يصيبهم، ما ستكون له تداعيات خطيرة. الموت المفاجئ او الشلل وقالت الوزارة في تقرير إن اسرائيل تتعامل مع مطالب الأسرى المضربين باستهتار، ولا تستجيب التدخلات القانونية والسياسية والحقوقية من أجل إنقاذ حياتهم، ما أدى إلى تدهور خطير على وضعهم الصحي نتيجة الإضراب، وبسبب الضغوط النفسية التي تُمارسها عليهم. وحذرت من إصابة الأسرى بالشلل أو الموت الفجائي بعدما بدأ الصفدي يفقد الإحساس في أسفل قدميه ويديه ويجد صعوبة في التنفس، كما فقد الشراونة البصر في عينه اليمنى وعدم الإحساس بقدمه اليسرى. ولفتت إلى انهيار أجهزة الجسم الداخلية للأسرى المضربين، ما يعرضهم للموت الفجائي والإصابة بجلطات قلبية أو دماغية، وأنهم يمرون في حال ضعف شديد وهبوط حاد في الوزن، والإصابة بالدوار والإغماء وهبوط في نبض القلب وضعف في النظر وفقد الوعي، ويتعرضون الى معاملة لا إنسانية من دون مراعاة ظروفهم الصحية المتدهورة، من خلال عدم وجود مساعدين لهم لنقلهم إلى المراحيض أو الاستحمام واستبدال ملابسهم، وتكبيل أيديهم وأرجلهم أثناء إجراء الفحوص الطبية في المستشفى. ويُحتجز الأسرى المضربون في مركز صحي ملحق بسجن الرملة يفتقر الى أي مقومات صحية وطبية، ويحتاجون إلى نقل إلى مستشفى عام مدني ومراقبة طبية سليمة وتامة من أطباء مختصين. آشتون وكان ناطق باسم المفوضة العليا للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون قال في بيان أنها «تتابع باهتمام عميق التقارير عن تدهور الظروف الصحية» للأسيرين البرق والصفدي، وتطالب الحكومة الاسرائيلية «بعمل كل ما في وسعها للحفاظ على صحتهما، وتعيد التأكيد على موقف الاتحاد الأوروبي الثابت في شأن الاستخدام المتواصل من إسرائيل لأوامر الاعتقال الإداري». وأشار الى أن آشتون «تتابع أيضاً قضية أيمن شراونة الذي يخوض إضراباً عن الطعام، وتفيد التقارير بأن وضعه في تدهور». وتابع انها تحض جميع الأطراف على «التزام جميع بنود الاتفاق» الذي تم التوصل اليه بين مصلحة السجون الإسرائيلية وممثلي الأسرى الفلسطينيين في 14 أيار (مايو) الماضي». الى ذلك، قالت مؤسسة التضامن لحقوق الإنسان إن مصلحة السجون الاسرائيلية عزلت أخيراً الأسير عماد سرحان (34 عاماً) في زنزانة فردية في سجن عسقلان. وأفاد الباحث في المؤسسة احمد البيتاوي أن المصلحة نقلت قبل أيام سرحان من سجن بئر السبع إلى زنزانة فردية في سجن عسقلان. يُشار إلى أن سرحان من قرية وادي النسناس قرب مدينة حيفا ومعتقل منذ 20 كانون الثاني (يناير) عام 2002 ويقضي حكماً بالسجن المؤبد وعشرة أعوام بتهمة قتل جندي إسرائيلي وجرح آخر، وحيازة أسلحة ومتفجرات، والانتماء الى حركة «فتح».