يهرب الشبان بسياراتهم إلى الشوارع المميزة ومواقف الأسواق، من أجل بيعها بدلاً من إيقافها في صالات عرض السيارات التي تقبع في مكان محدد ولا تستطيع جذب أكبر عدد من المارة وفق منظورهم. تلك الظاهرة انتشرت في الآونة الأخيرة بين الشبان، وهي تتيح لهم التحكم في سعر البيع بالسعر الذي يقترحونه، فتنقلهم من مكان إلى آخر يخولهم بالتحكم في السعر كونهم أحراراً في اختيار المكان الأنسب لمركباتهم، خصوصاً المعدلة منها والفارهة ذات الطابع الشبابي. ونظامياً ترى إدارة المرور أن في هذا التصرف مخالفة صريحة، وذلك ما يؤكده المتحدث الإعلامي لإدارة مرور محافظة جدة المقدم زيد الحمزي ل «الحياة»: «تلك مخالفة صريحة، إذ تمنع الأنظمة استغلال المرافق والطرقات العامة في عرض المركبات للبيع على قارعتها، فتلك المواقع خُططت للمارة والمواطنين، ولا يجب توظيفها بحسب ما ترغبه مصلحة الباحث عن زبائن على الطرقات، وينبغي لهم ممارسة البيع والشراء من خلال المعارض والصالات المخصصة لذلك». ويضيف: «في حال ضبط مركبةٍ معروضة للبيع بهذه الطريقة، فيتم الاتصال على صاحبها مباشرة لإزاحتها عن الطريق، وفي حال عدم تجاوبه يتم سحبها وإيداعها إلى حجز السيارات، إضافة إلى غرامة مالية لا تقل عن 100 ريال ولا تزيد على 150 ريالاً وفقاً للمادة 68 من نظام المرور، كما أن هناك متابعات مستمرة ورقابة على تلك الممارسات من قبل جهاز المرور». ويعلل بعض الشبان هروبهم من صالات عرض السيارات، بسبب اشتراط أصحابها عليهم مبالغ عمولة باهظة، إضافةً إلى تحكمهم في العميل عند زيارته لهم وكذلك تفاوت ساعات العمل، ويقول الشاب عبدالرحمن الشهري: «نجد في تنقلنا بعرض سياراتنا المعروضة للبيع تغييراً في نوعية العملاء، وكذلك نحصل على ثقة أعلى من الزبائن كونهم يثقون بالمالك عندما يتصلون به مباشرة». وفضلاً عن ذلك، لا يفضل بعض المشترين السيارة التي تدخل المعارض أو الصالات، ودافع رفضهم هو الشك في أن تكون سليمة ولم يتم تزييف مدى صلاحيتها بأساليب التدليس والغش الذي يلحق ببعض المشترين، وذلك لعدم ضمان صالة البيع السيارة التي تخرج من حرمها. ويضيف رياض الخزمري: «من أهم الأسباب التي تدعوني إلى عرض سيارتي في الشارع هو قرب الموقع من مقر عملي أو منزلي، كما أفضل المواقع الاستراتيجية في الشوارع والمرافق العامة كون بعض أصحاب الصالات والمعارض لا يروجون إلا لسيارات معينة ويتركون غيرها، أما في الطرقات، فترى المكان سوقاً مفتوحاً للجميع ويصل إليها الراغب في الشراء في أي وقت يشاء» . ويعلق فهد عبدالله على لجوء الشبان الراغبين في بيع سياراتهم إلى الأرصفة، بالقول: «ذلك منظر ليس حضارياً ويشوه واجهة الشوارع والمواقف العامة، لاسيما وأن ذلك يضيف تجمعات للشبان بجوار الأسواق والمجمعات التجارية، وهي طريقة غير أخلاقية وتقود البعض إلى أهداف أخرى غير البيع». ويطالب فهد بتطبيق العقوبات الصارمة بحقهم سواء بدفع غرامة مالية أو الحجز، أو تدوين مخالفات على جسم السيارة وهي على حالها واقفة. عضو اللجنة: نطالب بمواقع جديدة لمعارض السيارات