لم يجد بعض شباب الجبيل الراغبين في بيع سياراتهم حيلة للهرب من ضعف السوق، إلا باللجوء إلى شوارع المدينة وتحويلها إلى معارض مفتوحة بعيدا عن «هجمات الشريطية» وأساليبهم في إنجاز الصفقات، وبعيدا عن الضوضاء والزحام في الأسواق الحقيقية رغم ما يعنيه ذلك من مخالفة لقانون المرور باعتبار أن عرض السيارات يأخذ حيزا من الشوارع ويسبب بالتالي ازدحاما وإشغالا لها. ويعد شارع الملك فيصل الشمالي أحد أهم تلك المعارض المفتوحة، فكل المطلوب من أصحاب السيارات وضع لوحات صغيرة تشير إلى رغبة أصحابها في البيع وأرقام صاحب السيارة، ونجح المعرض في اجتذاب عشرات الشباب كل أيام الأسبوع. وأجمع عدد من أصحاب السيارات المعروضة للبيع ل «شمس» أن السبب الرئيسي لعرض سياراتهم في الشوارع هو هضم معارض السيارات لحقوقهم، إضافة إلى أن السوق بشكل عام تعاني ركودا، كما أن الشريطية أيضا يعملون لخدمة أنفسهم من خلال الضغط على الزبائن لبيع سياراتهم بسعر متدن. وقال جمعان الزهراني للأسف معارض السيارات لا تعطي السيارات حقها لتجبر البائع على بيعها بالسعر الذي يريدونه «أحضرت سيارتي إلى هنا بناء على تلك القناعات وخلال يومين فقط استقبلت أكثر من 300 اتصال من شباب يريدون شراءها». ولفت إلى أهمية توافر الثقة المتبادلة بين البائع والمشتري وبالتالي فإن هذه المعارض المفتوحة تقلل من خسائر البيع مقارنة بمعارض السيارات. وأضاف محمد الخزمري أنه عرض سيارته موديل 2001 للبيع قبل يومين فقط واستطاع بيعها بسعر مناسب، حيث تلقى أكثر من 200 اتصال «البيع هنا أسهل، فالشارع من الشوارع الرئيسية في الجبيل ويعرفه كل الشباب، كما أنه بعيد عن جشع الشريطية فنحن نعرض سياراتنا للبيع، والتفاوض هاتفيا، بعدها يجرب المشتري السيارة ويكشف عليها قبل أن ينهي إجراءات شرائها بشكل رسمي». وأضاف أنهم يعلمون أن نشاطهم هذا فيه مخالفة لنظام المرور، لكنهم مضطرون، فالسيارات هناك تباع بشكل أسرع لتعدد الخيارات فيما تبقى في المعارض أسابيع طويلة. أما راشد الخالدي فعرض سيارتين في الشارع وباعهما خلال ثلاثة أيام وبسعر جيد «هنا أنت تتحكم في العملية وليس المعرض الذي يهمل السيارات ولا يغسلها، ما يجعلها في حالة سيئة». كما أكد الناطق الإعلامي لمرور المنطقة الشرقية المقدم علي الزهراني أن الشوارع غير مخصصة أصلا لبيع السيارات، وأي نشاط من هذا القبيل يعد مخالفة صريحة لما تسببه تلك السيارات من ازدحام وعرقلة لحركة السير. ودعا الشباب إلى التوجه إلى المعارض، فهي المكان المخصص لعرض وبيع وشراء السيارات