كشف عضو مجلس الشورى رئيس مجلس إدارة الجمعية الخيرية للعمل التطوعي نجيب الزامل، عن توظيف 50 معوقاً في أول أيام ملتقى «التوظيف للمعوقين» الذي نظمه فريق «نماء الدرر لدعم ذوي الإعاقة» التابع للجمعية، الذي تُعرض فيه أكثر من 900 وظيفة، من قبل 30 شركة. وانتقد الزامل، نقص الخدمات المقدمة إلى المعوقين، إذ أن «البنية التحتية في المملكة لا تُعد متأخرة، بل لم تبدأ حتى الآن، ولم تبدأ بالشكل الصحيح والمطلوب. ولم نرَ أي تحرك جاد في هذا الشأن»، محذراً من أنه «إذا لم يتم توفير الخدمات والبنية التحتية؛ فان المجتمع هو الخاسر لإبداعات ومساهمات المعوقين». وقال في حفلة افتتاح الملتقى، مساء أول من أمس: «إن قائدات هذا الفريق التطوعي اثبتنَ أنهن أنضج من أي فتيات على المستوى العالمي، بل قمن بعمل لم تقم به جهات حكومية»، مشيراً إلى أن المؤسسات المجتمعية يجب أن «تكبر وتساند الجانب الحكومي، الذي لا يمكن أن يقوم بالدور كاملاً، لتعقيدات الأنظمة، ولن يتمكن من الإبداع في توفير الخدمات اللازمة ل24 مليون شخص». وأضاف أن «جناح المؤسسات المجتمعية هي التي يجب أن تعمل وتبدع، أكثر من جناح المؤسسات الحكومية، لأنه متى ما قام المجتمع بخدمة نفسه بنفسه تحت تعليمات وتوجيهات الحكومة؛ فسنرى الإبداع والتميز، كما نراه في بلدان العالم المتقدمة». ودعا الجهات الحكومية والمؤسسات الخاصة إلى «الاستثمار في فئة المعوقين، الذين استطاعوا أن يبدعوا ويتميزوا في عملهم، ووصلوا إلى المجالات الصناعية والبترولية، وساهموا في التنمية»، مشيراً إلى نماذج «ناجحة» في المملكة، «استطاعت أن تتحدى، وتصمد أمام المعوقات التي واجهتها من المجتمع، فضلاً عن باقي الناجحين في بعض دول العالم. ولكن كل ما يريدونه هو إعطاؤهم فرصة وظيفية مُستحقة، تحقق لهم الحياة الكريمة بحسب مؤهلاتهم وقدراتهم، وإفساح المجال كي يبدعوا بتوفير الخدمات المطلوبة لهم». بدوره، قال مدير المسؤولية الاجتماعية في شركة التصنيع الوطنية (الراعي الرسمي للملتقى) وائل العقيل: «إن الشركة أسست وحدة متخصصة باسم «وحدة خدمة المجتمع»، للإسهام في خدمة المجتمع، من خلال التعاون مع الجهات الحكومية والأهلية»، مبيناً أن الشركة «قررت تخصيص نسبة واحد في المئة من أرباحها السنوية لدعم برامج المسؤولية الاجتماعية، وهو ما أسهم في مضاعفة أرباح الشركة خلال السنوات الماضية»، وأشار إلى أن الشركة «تقدم للمعوقين دعمها المادي والمعنوي، ومنه دعم برنامج تدريب وتأهيل الفتيات المعوقات للانخراط في سوق العمل، واللاتي تم توظيفهن قبل إكمال الدورة». وقدم الشاب المعوق عبدالله العبد الكريم، «تجربة نجاح وتحدي للإعاقة»، مستعرضاً الإنجازات التي حققها في شركة «أرامكو السعودية». وقوبلت التجربة بالإعجاب والتصفيق من الحضور الكبير. وأشار إلى أن من أسباب نجاحه وتفوقه في العمل «توفير الفرصة الوظيفية المُستحقة، بناء على الخبرات والمؤهلات الأكاديمية ومنح دورات تطويرية، والمشاركة في مشاريع الشركة المتعلقة في التخصص، وتذليل العقبات وإعداد السياسات والإجراءات المتعلقة بتوظيف ذوي الإعاقة».