طهران – أ ب، رويترز، أ ف ب – تضاربت تصريحات مسؤولين إيرانيين أمس، في شأن موعد استنئاف المحادثات مع الدول الست المعنية بالملف النووي لطهران، فيما رفض رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان «تهديد» أي بلد يسعى إلى استغلال سلمي للتكنولوجيا النووية، أو تعرّضه لضربة عسكرية. وبدأ أردوغان زيارة لطهران تستمر يومين، مؤكداً أن بلاده طرحت استضافة اسطنبول، المحادثات بين إيران والدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا)، كما لفت الى أنه أجرى على هامش قمة الأمن النووي في سيول قبل يومين، مشاورات مع الدول الست «لتكون المفاوضات في تركيا، وحدث تقدّم في هذا الشأن. ننتظر الآن ردها». وكان رئيس الوزراء التركي التقى في سيول الرئيس الأميركي باراك أوباما، ما أثار تكهنات بأنه سينقل رسالة من الأخير إلى طهران. لكن أردوغان رفض الردّ على سؤال في هذا الشأن، فيما نقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول تركي نفيه، قائلاً: «لا رسالة جديدة في الملف النووي. هذه مجرد تكهنات. رسالتنا هي ما قلناه مراراً. عرضنا استضافة الاجتماع، ولكن ليس مهماً مكان عقده، بل مدى نجاحه». وسُئل أردوغان، في مؤتمر صحافي مع محمد رضا رحيمي نائب الرئيس الإيراني، عن التهديدات الإسرائيلية لإيران، فأجاب: «لا يحقّ لأي بلد توجيه تهديد أو شنّ عمل عسكري، ضد بلد يسعى الى التحكم بالتكنولوجيا النووية السلمية». وقال: «أي عقل سليم يعارض استخدام الطاقة النووية للتسلح (النووي)، ولكن في الوقت ذاته يجب ألا نعارض النشاطات النووية السلمية». واعتبر أن العلاقات بين طهران وأنقرة «شهدت قفزة لافتة خلال السنوات الأخيرة»، مشيرا الى ان «التبادل التجاري بيننا تخطى 16 بليون دولار العام 2011، ونسعى الى رفع هذا الرقم الى 35 بليوناً بحلول العام 2015». ورحّب رحيمي باستضافة تركيا المحادثات مع الدول الست، معتبراً أن «الغرب لا يريد تقدّم إيران، ويسعى إلى احتكار التكنولوجيا النووية، لكننا مستعدون لوضع التكنولوجيا النووية السلمية في خدمة جميع أصدقائنا وأشقائنا، خصوصاً تركيا التي كانت دوماً صديقاً ونصيراً لإيران». والتقى أردوغان وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي الذي أعلن أن المحادثات مع الدول الست ستُعقد في 13 نيسان (أبريل) المقبل، مشيراً الى أن «مكانها سيُحدد في الأيام المقبلة». ولفت الى أن تركيا «أبدت استعدادها لاستضافة المفاوضات، والدول الست رحّبت كما يبدو، ويبقى ذلك خياراً. وجهة نظري الشخصية أن اسطنبول هي المكان الأفضل»، مرجّحاً أن يعلن سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي، أي اتفاق في هذا الشأن. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن ديبلوماسي أوروبي في بروكسيل، تأكيده استئناف المحادثات في 13 نيسان، لكن مكانها ليس محدداً بعد. لكن السفير الإيراني في موسكو سيد محمود رضا سجادي أعلن أن المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني أبلغه أن المحادثات ستؤجّل يوماً، إلى 14 نيسان، مشيراً الى أن روسيا اقترحت هذا الموعد. وكانت وكالة «أسوشييتد برس» نقلت عن ديبلوماسيين ان الدول الست رفضت اقتراح إيران اللقاء في اسطنبول، اذ أن الاجتماع الأخير بين الجانبين عقِد في المدينة التركية، في كانون الثاني (يناير) 2011، وكان فاشلاً. وتتحفظ طهران عن اللقاء في فيينا، مقرّ الوكالة الدولية للطاقة الذرية. في غضون ذلك، أعلن وزير الدفاع الألماني توماس دو ميزيير أن لقاءه نظيره الإسرائيلي إيهود باراك أخيراً جعله «أكثر قلقاً» من هجوم محتمل تشنّه تل أبيب على طهران. وسألت صحيفة «بيلد» الألمانية الوزير هل أعطاه باراك أي مؤشر الى هجوم محتمل، فأجاب: «لا أعلم، ولكن من محادثاتي مع وزير الدفاع الإسرائيلي، أصبحت أكثر قلقاً. هذا أكيد». وأشار الى أن الإسرائيليين «ليسوا مقتنعين بنجاح العقوبات» على طهران، مضيفاً: «بعض الوزراء الإسرائيليين لا يقدّر كما يجب العواقب السلبية لهجوم (على إيران). ابلغت باراك أن من الصعب احتساب النتائج، وعلى المرء ألا يتخذ أخطاراً غير محسوبة».