موسكو، باريس، أنقرة، بيروت – أ ب، رويترز، أ ف ب – دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس، الى تبني مشروع القرار بفرض عقوبات جديدة على إيران بسبب برنامجها النووي، بإجماع أعضاء مجلس الأمن، فيما قال ديبلوماسيون غربيون إن مشروع القرار يمنع تنفيذ صفقة بيع موسكوطهران صواريخ «أس-300» مضادة للطيران. وقال لافروف: «ندعو إيران الى إرسال اقتراحها الى الوكالة الذرية في أسرع وقت ممكن، بحيث يمكن الموافقة على خطة تبادل الوقود». وأضاف خلال زيارة لروما إن المناقشات في شأن الاتفاق الذي توصلت إليه إيران وتركيا والبرازيل حول تبادل الوقود النووي «يجب ألا يتداخل مع المحادثات في مجلس الأمن» في شأن العقوبات، موضحاً: «سنحترم الموقف الذي سيتخذه أعضاء آخرون في مجلس الأمن. ونرى أن القرارات حول قضايا حساسة مماثلة لا بد من أن تُتخذ بإجماع أعضائه». جاء ذلك في وقت نقلت وكالة «فرانس برس» عن ديبلوماسي غربي قوله إن «الفقرة في القرار (مشروع العقوبات) التي تتعلق بمنع بيع إيران أنواعاً عدة من الأسلحة، تشمل تلك الدفاعية»، مضيفاً: «إذا اعتُمد القرار، سيشمل الصواريخ الروسية أس-300 وسيُمنع تسليم هذه الأسلحة». وأكد ديبلوماسي آخر أن «النص سيمنع تسليم أس-300، إذا أُقر في شكله الحالي». في غضون ذلك، حذر الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا من «العودة الى الوراء» في الملف النووي الإيراني. وقال في مدريد: «على مجلس الأمن الآن الجلوس على الطاولة بنيّة التفاوض، لأننا سنعود الى الوراء إذا اجتمع من دون أن يرغب في التفاوض». وأضاف: «ماذا كانت مشكلة إيران الرئيسة؟ أن أحداً لم ينجح في إقناعها بالتفاوض. الشيء الوحيد الذي كنا نريده، هو إقناع إيران بضرورة احترام تعهداتها إزاء الوكالة الذرية وأن عليها التفاوض وتسليم وقودها لتركيا، وهذا ما تم التوصل إليه». واعتبر أن الاتفاق يتماشى «تماماً مع ما كانت الولاياتالمتحدة تريد القيام به قبل 5 شهور». وكانت البرازيل وتركيا وجهتا رسالة الى مجلس الأمن أبلغتا فيها الدول الأعضاء بأن «الوقت هو لإعطاء الفرصة للمفاوضات وتجنّب إجراءات تقضي على احتمال حلّ سلمي لهذه المسألة». وأفادت الخارجية البرازيلية بأن الرسالة التي حملت توقيعي وزيري الخارجية البرازيلي سيلسو اموريم والتركي أحمد داود أوغلو، أُرفقت بنص اتفاق تبادل الوقود، معتبرة انه «خريطة طريق واقعية ويمكن إنجازها، في اتجاه (التوصل الى) اتفاقات وترتيبات ضرورية يجب أن يتفاوض في شأنها الأطراف المعنيون بالأمر مباشرة». والبرازيل وتركيا عضوان غير دائمين في مجلس الأمن. تزامن ذلك مع اتصال هاتفي بين الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، «ثمّن خلاله الرئيس الجهود التي تبذلها تركيا والبرازيل»، لكنه شدد على «المخاوف الرئيسة والمستمرة التي تساور المجتمع الدولي، في شأن البرنامج النووي الإيراني وكون إيران لا تحترم التزاماتها الدولية» كما أفاد بيان للبيت الأبيض. وأشار البيان الى أن أوباما أبلغ أردوغان أن «محادثات ستتواصل حول قرار جديد في مجلس الأمن»، مشيراً الى أن «الرفض المستمر لإيران للاجتماع مع الدول الست حول برنامجها النووي، ورفضها الأخير المتعلق بتخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة، لا يبني الثقة». في الوقت ذاته، أفاد مكتب أردوغان بأن الأخير أبلغ نظيره الروسي فلاديمير بوتين في اتصال هاتفي، ضرورة تسوية الملف النووي الإيراني بالحوار والديبلوماسية. ونقل البيان عن بوتين قوله إن جهود تركيا والبرازيل فتحت الباب أمام «إمكانات إضافية». وأعلنت الخارجية التركية أن أردوغان أجرى أمس محادثات هاتفية مع قادة عدد من الدول في شأن الملف النووي الإيراني، من بينهم الرئيسان الأذري إلهام علييف والسوري بشار الأسد، وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ورئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريو. وأشار البيان إلى أن أردوغان سيواصل مشاوراته مع زعماء الدول الأعضاء في مجلس الأمن. وفي بيروت، دعا الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى الى إعطاء اتفاق تبادل الوقود النووي «الوقت الكافي للنضوج والانتقال الى مرحلة جديدة»، بهدف تحقيق هدف «إخلاء الشرق الأوسط من السلاح النووي».