يبدأ الرئيس البرازيلي لويز ايناسيو لولا دا سيلفا في طهران اليوم، محادثات قد تكون حاسمة في شأن المسار الذي سيتخذه الملف النووي الإيراني، فيما قللت طهران من أهمية إلغاء رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان زيارته لإيران، لكنها دعت على عجل وزير الخارجية التركي أحمد داود اوغلو ليناقش تطورات ملفها مع نظيره الإيراني منوشهر متقي. وبرز أمس تصريح للناطق باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمان برست لم يشترط فيه ضرورة حصول تبادل الوقود النووي على الأراضي الإيرانية، فيما أكد مسؤول أميركي ل «الحياة» أن قرار فرض عقوبات على طهران «قد يؤثر في حساباتها الاستراتيجية» ويعيدها إلى «طاولة التفاوض». وقبل ساعات من بدء محادثات لولا في طهران، سعى مهمان برست إلى إشاعة أجواء تفاؤل، خصوصاً وسط تشكيك الولاياتالمتحدة وروسيا في فرص نجاح مهمة الرئيس البرازيلي. وقال مهمان برست إن «ثمة مبادرات طُرحت بمساعدة البرازيل وتركيا ودول أخرى، لكن هناك تفاصيل يجب أن تُبحث. ونعتقد بأن الظروف مهيأة الآن للتوصل إلى اتفاق حول صفقة تبادل الوقود النووي وتوقيتها، ويمكن التفاوض على المكان في مقابل ضمانات عينية». وأوضح أن «ثمة 3 مواضيع في ما يتعلق بموضوع التبادل النووي: حجمه والتزامن في إنجازه ومكانه». وأشار إلى «تفاهم في ما يتعلق بحجم التبادل، أما في ما يخصّ المكان نعتقد بأن المهم بالنسبة إلى إيران هو وجود ضمانات كافية بتبلور هذه العملية». وسئل مهمان برست عن احتمال قبول إيران إجراء تبادل الوقود في بلد ثالث، بعد إعطائها ضمانات كاملة، فأجاب أن «ذلك هو من المواضيع التي يجب أن يبحث فيها الخبراء في الدول» المعنية. وعلّق الناطق على إلغاء اردوغان زيارته لطهران، مؤكداً أنه «لم يكن هناك قرار نهائي واتفاق رسمي حول زيارته». وقال: «كان من الأفضل أن يكون اردوغان موجوداً بنفسه في طهران، لكن في عصر الاتصالات ثمة طرق أخرى للتواصل والتشاور». وكان اردوغان ألغى زيارته لطهران، والتي كانت ستتزامن مع زيارة لولا، وسط حديث عن لقاء ثلاثي يجمع الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ونظيره البرازيلي ورئيس الوزراء التركي. وبرر اردوغان قراره بأن طهران لم تحسم أمرها في شأن الوساطة التركية - البرازيلية حول اقتراح تبادل الوقود النووي. لكن وكالة «فرانس برس» نقلت عن «مصدر ديبلوماسي تركي» قوله إن «داود اوغلو تلقى اتصالاً هاتفياً من متقي دعاه فيه إلى المجيء إلى طهران في أسرع وقت ممكن، في شكل من المفضل أن يكون متزامناً مع زيارة الرئيس البرازيلي». وتوقّع المصدر أن يستجيب داود أوغلو للدعوة، فيما رجّحت وكالة أنباء الأناضول التركية عقد لقاء ثلاثي بين داود اوغلو ومتقي ووزير الخارجية البرازيلي سيلسو أموريم في طهران. وإذ شككت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في فرص نجاح مهمة لولا في طهران، قال مسؤول أميركي ل «الحياة» أنه فيما «نبقى ملتزمين استراتيجية المسارين المتوازيين (العقوبات والحوافز) بما في ذلك احتمال الانخراط، يتضح لنا أكثر وأكثر أن إيران لا نية لديها للوفاء بالتزاماتها». وأضاف: «إذا كانت إيران جدية حول الانخراط، كانت قبلت عرض الوكالة الدولية للطاقة الذرية (لتبادل الوقود)، وأبلغت الاتحاد الأوروبي استعدادها للاجتماع مع الدول الست للبحث في المسائل المقلقة حول ملفها النووي، بدل أن ترفع تخصيب اليورانيوم إلى نسبة 20 في المئة».