لم يعد تجاوز عدد المتابعين لأي مستخدم لموقع التواصل الاجتماعي «تويتر» حاجز ال 20 ألف متابع، أمراً يعني بالضرورة أنه ذو شعبية في محيطه أو خارجه. كما لا يعني بالضرورة تجاوز عدد زوار موقع أو مدونة ما حاجز المئة ألف زائر خلال بضعة أيام، أن أي منهما يقدم ما يستحق تلك الزيارات. وينطبق الأمر أيضاً على قنوات «يوتيوب» وصفحات الإعجاب على موقع «فيسبوك». إذ أصبح بإمكان أي شخص مهما كان مغموراً، أن ينشئ صفحة إعجاب خاصة به على «فيسبوك» ويكون رصيداً من المعجبين يتجاوز عددهم 10 آلاف خلال بضعة أيام فقط، وبإمكانه أيضاً أن يتجاوز حاجز المليون معجب إن أراد، وبإمكان ذات الشخص أن يرفع عدد متابعيه على «تويتر» إلى أزيد من 25 ألف متابع خلال بضعة أيام أيضاً. وفي حال وضع مقطعاً مرئياً كان أو صوتياً على الموقع الشهير «يوتيوب» بإمكانه أن يضمن عشرات الآلاف من المشاهدات في وقت قياسي، وبإمكانه أن ينشئ موقعه الخاص أو مدونة يضمن لها مئات الآلاف من الزائرين وإن لم يدون فيها غير اسمه، فكل ما عليه فعله هو أن يدفع في مقابل الحصول على شعبية كبيرة. وفي الوقت الذي يعج فيه «الإنترنت» بمختلف الإعلانات الخاصة برفع عدد المتابعين على «تويتر»، وزيادة عدد المشاهدات والزيارات للمواقع الخاصة وقنوات «يوتيوب»، بما في ذلك موقع «تويتر» الذي لا يخلو أيضاً من عدد من المروجين ل «الشعبية» الزائفة. تعمل بعض الشركات بشكل أكثر احترافية وتنظيماً، وتقدم ضمانات تصل إلى استعادة المبلغ المدفوع في حال عدم الرضى عن «الشعبية» التي تحققها الشركة لزبائنها. وبالاطلاع على ما تقدمه العديد من تلك الشركات، يتضح أن المنافسة على أشدها، ما يعني أيضاً أن عدد الراغبين في شراء الشهرة والشعبية في مقابل المال عدد لا يستهان به أيضاً. ومن ضمن الخدمات التي تقدمها «مجموعة إل إل سي للتسويق»، والتي تضع أرقاماً للاتصال بها وتعرف ببعض كوادرها وموقعها، تأتي خدمة رفع عدد المتابعين على «تويتر»، وتقدم الشركة خيارات مختلفة لشراء المتابعين، إذ بإمكان ذوي الدخول المحدودة الاكتفاء بألف متابع، ولن يكلفه ذلك سوى 50 ريالاً، أي نحو 5 هللات للمتابع، على أن يجدهم يتابعون حسابه خلال يومين. ويختلف سعر المتابعين والوقت الذي يستغرقه تجنيدهم للمتابعة باختلاف العدد الذي يختاره الزبون أو نجم المستقبل، ويبلغ أقصى عدد من المتابعين يمكن شراؤهم دفعة واحدة 25 ألف متابع، تبلغ كلفتهم نحو 926 ريالاً أي ما يعادل نحو 3 هللات لكل متابع، يتم إدراجهم في خانة المتابعين في حساب «تويتر» الخاص بالعميل بشكل تدريجي وخلال عشرة أيام. ولم يفت الشركة احتمال تخوف زبائنها من غروب شمس شعبيتهم، لعدم تفاعل المتابعين المزيفين مع تغريداتهم، أو في حال عدم قدرة العميل على التغريد أيضاً، لذلك وفرت أيضاً خدمة «التغريد بالنيابة»، وتمنح الشركة لعميلها الاختيار ما بين 250 أو 500 أو ألف تغريدة خلال أسبوع واحد، وتضمن له أن تكون تغريدات لائقة وتلقى تجاوباً من المتابعين، إلا أن سعر التغريدة يفوق كلفة المتابع الواحد، إذ تبلغ كلفة ألف تغريدة نحو 288 ريالاً، أي ما يعادل تكلفة 5 آلاف متابع. وبحسب قائمة الخدمات والأسعار الخاصة بالشركة، فإن المتابعين على «تويتر» ليسوا الوحيدين الذين يمكن بيعهم وشراؤهم، إذ تؤكد أن الحصول على 500 معجب على «فيسبوك» أمر يكلف ما يعادل 100 ريال، بينما يكلف الحصول على 10 ألف معجب نحو 1100 ريال، فيما تنطبق التسعيرة الخاصة نفسها بتغريدات «تويتر» على كتابة الملاحظات على «الفيسبوك» والمدونات. ومن ضمن مواقع التواصل الاجتماعي التي تضمن الشركة تحقيق شعبية واسعة فيها، تعتبر خدماتها الخاصة ب «غوغل بلس» الأغلى سعراً، إذ تبلغ كلفة إضافة أو تسجيل ما يوازي الإعجاب في «فيسبوك» على «غوغل بلس» ضعف ما يكلفه الأمر بالنسبة إلى «فيسبوك». ولم تقتصر المنافسة بين الشركات المعنية ببيع المتابعين والمعجبين ورفع عدد المشاهدة في يوتيوب وعدد الزائرين للمواقع الإلكترونية والمدونات، على الأسعار، وابتكار الدائرة المجانية، التي تضمن لزبائنها متابعين ومعجبين مجاناً، في مقابل تمكين الشركة من التحكم في حساباتهم لتسجيل الإعجاب ومتابعتها زبائنها. إلا أن شركات أخرى أصبحت تمنح الزبون حق اختيار الدول التي يرغب أن يكون غالبية متابعيه ينتمون إليها، خصوصاً أن وجود حساب لمواطن سعودي على «تويتر» يفوق عدد متابعيه 10 آلاف متابع، غالبيتهم من الصين واليابان، يجعل زيف شعبيته أمراً مكشوفاً، كما قامت بمعالجة سهولة اكتشاف المتابعين الوهميين، والذين يمكن معرفتهم بمجرد الدخول على حسابهم، إذ لم تعد تكتفي بفتح الآلاف من الحسابات الوهمية وبرمجتها لمتابعة الزبون فقط، وأضافت لها خاصية إعادة نشر التغريدات «ريتويت»، ووضع تعليقات بين حين وآخر من النوع الذي يصلح لكل التغريدات. إضافة إلى ذلك تتعهد شركات أخرى بتقديم دروس مجانية لزبائنها، لتحسين مستوى تغريدهم، وتعليمهم أسرار رفع عدد المتابعين الحقيقيين، والتي من بينها التغريدات المثيرة بحسب Likesandfollowers.com، وهو ما يمكن العميل، من الحفاظ على النسبة البسيطة من المتابعين الحقيقيين الذين تلحقهم الشركة بقائمة متابعيه برفقة المتابعين المبرمجين، والذين يمكن لبعض الشركات الصغيرة توجيههم بإلغاء متابعته، ليضطر بعد ذلك للدفع من جديد في مقابل استعادتهم خشية كشف أمره. صحيفة «ميترو»: المال لا يشتري الحب.. ولكن يشتري معجبين ومتابعين مواقع سعودية: «اشتر متابعاً واحصل على الآخر مجاناً».. وآخر يبيع «الدعاة»