وصلت الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري الأميركي مفترقاً حاسماً في ولاية ساوث كارولينا التي سيعود الى ناخبيها رسم خطوط المعركة المقبلة إما بالإفساح في المجال أمام منافس من القاعدة اليمينية لمواجهة مرشح المؤسسة الحزبية ميت رومني أو اختصار طريق اللقب أمامه في حال فاز فيها اليوم السبت. ولاية كارولينا الجنوبية المعروفة باسم «ولاية النخيل»، صوتت ولعقود للمرشح الذي ينتهي به الأمر ويفوز بلقب الحزب لمنافسة الديموقراطيين في الانتخابات العامة. وتتميز الولاية بالحضور الكثيف للصوت الانجيلي الذي يشكل الشريحة الأكبر من القاعدة الحزبية للجمهوريين، كما يعكس رقم البطالة فيها (9.9 في المئة) المناخ العام لدى الناخب الجمهوري ونقمته على السياسات الاقتصادية ومعدلات الصرف في العقدين الماضيين. من هنا تكتسب انتخابات اليوم أهمية خاصة، وخصوصاً بعد التغييرات الكبيرة التي لحقت تشكيلة السباق وخروج ثلاثة مرشحين في الأسابيع الأخيرة، واحتدام المنافسة بين الأربعة الباقين، وهم الى جانب رومني، الزعيم السابق لمجلس النواب نيوت غينغريش والسناتور السابق ريك سانتوروم والنائب الليبرتاري رون بول. ويتقدم رومني بفارق طفيف في الاستطلاعات على غينغريش (معدل نقطة) فيما يتنافس بول وسانتوروم على المقعد الثالث. وفي حين يستفيد رومني من دعم المؤسسة الحزبية وتفوقه المادي والتنظيمي، تأتي تحفظات القاعدة اليمينية على رصيده «المعتدل» في القضايا الاجتماعية الى جانب انتمائه لطائفة المورمون، لتخفض من حظوظه في الفوز اليوم. كما أتى أداء المرشح الضعيف في المناظرتين الأخيرتين ورفضه كشف سجلاته الضريبية ليزيد من انتقادات منافسيه. غينغريش أما غينغريش، فتساعده جذوره الجنوبية (من ولاية جورجيا المجاورة) وقربه من الانجيليين في انتخابات اليوم، والتي سبقتها فضيحة زوجية للمرشح مع خروج زوجته الثانية السابقة الى العلن وزعمها أنه اعترف لها منذ 12 سنة بنيته معاشرة امرأة أخرى هي زوجته الحالية اليوم كاليستا غينغريش. وعلى وقع الفضائح والمخاوف الاقتصادية والانقسامات بين اليمين المتشدد والخط المعتدل، ستقرر كارولينا الجنوبية شكل المرحلة المقبلة من السباق. وسيعطي فوز رومني الذي حقق انتصارا في ولاية نيو هامبشير، زخماً سياسياً ومعنوياً لحملته عشية توجهه الى الولايات الكبرى والتي يتقدم بمعظمها وسيزيد من فرصه باختصار المعركة وحسم اللقب يوم «الثلثاء الكبير» في 6 آذار (مارس) المقبل. أما فوز غينغريش فسيعيد خلط الأوراق وسيعني معركة طويلة نحو اللقب تمتد حتى أول الصيف. وتطبع الانتخابات الجمهورية قفزة للحزب نحو اليمين وجنوحه عن خط الوسط لاسترضاء القاعدة المتشددة وحركة «حزب الشاي» التي انطلقت من الولاية. وسيعني هذا التحول معركة أصعب لمرشح الحزب أمام الرئيس باراك أوباما في الانتخابات العامة، ونظراً الى الصعوبات عندها في حصد أصوات المستقلين والأقليات اللاتينية وغيرها التي تتخوف اليوم من نبرة اليمين ضد اصلاح قوانين الهجرة، والمتشددة حيال ايران والرافضة للانسحاب من أفغانستان. وتعطي الاستطلاعات اليوم تقدماً لأوباما على المرشحين الجمهوريين وبمعدل 4 الى 10 نقاط، وهو ما قد يتغير مع الدخول في الانتخابات العامة.