أصبح لسان حال طلاب جامعة الطائف مع بداية كل شهر يردد «الله يعين... الله يعين» للتعبير عن تأخر مكافآتهم الجامعية عند السؤال «كيف الأوضاع»، وبالأخص في ظل ما تعنيه لهم المكافأة من دخل شهري يساعد البعض على دفع إيجار منزله، أو قسط أوإيجار السيارة المستخدمة، وبالنسبة لآخرين فهو رأس المال للحياة بشكل عام. وتدور أحاديث وتساؤلات طلاب جامعة الطائف داخل أروقة الكليات وعبر المنتديات ووسائل التواصل الاجتماعي عن مواعيد صرف المكافأة، دون ملل أو كلل من المرور على أجهزة الصراف الآلي للتثبت من نزول المكافأة من عدمه. ورغم التذمر المتكرر والصراخ المستمر والشكوى المتجددة سنوياً من تأخر المكافآت، يبدو أن وكالة عمادة شؤون الطلاب في الجامعة لم تستجب لمطالبهم إلا بعد مرور ستة أيام على تأخرها، بإصدار بيان على موقعها الإلكتروني نص على الآتي «التأخر كان خارجاً عن إرادتنا بسبب عطل فني في المنظومة». وأكد مصدر مطلع في إدارة المكافآت في عمادة شؤون الطلاب في جامعة الطائف ل «الحياة» أن السبب الرئيس وراء هذا التأخر هو عطل في مركز الحاسب في الجامعة. وبعد إصلاح العطل الفني «المجهول» تسلم طلاب جامعة الطائف مكافآتهم أمس، وسط فرحة عارمة. واضطر تأخير المكافأة الشهرية بعض الطلاب إلى بيع أجهزة هواتفهم المحمولة لتسيير أمورهم حتى تسلّم دخلهم الشهري، والاستعانة بأجهزة أرخص ثمناً، مكتفين بوسيلة اتصال تكفي للإرسال والاستقبال، والاستغناء عن خدمات الجيل الثالث. ويبدي طلاب جامعة الطائف استغرابهم من التصريح الدائم للمسؤولين في الجامعة، والمتمثل في أن «مكافآت الطالبات والطلاب تصرف شهرياً دون تأخير، وما يدور حول تأخيرها غير صحيح، والجامعة حريصة على صرفها أولاً بأول». ولا تقتصر معاناة تأخير المكافآت الشهرية على طلاب جامعة الطائف، إذ تعد مشكلة توحد طلاب التعليم العالي كافة في المملكة مستمرة منذ أكثر من عقد، دون معرفة الأسباب.