دعا المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين انطونيو غوتيريس في مخيم خازر للاجئين قرب أربيل أمس المجتمع الدولي إلى مساعدة الحكومة المحلية لإقليم كردستان في التعامل مع قضية الهاربين من اعمال العنف. وقال غوتيريس: «على المجتمع الدولي الأخذ في الإعتبار أن هذا العبء كبير على حكومة الاقليم، خصوصاً أن مشكلة الموازنة لم تحل من بغداد لذا أطلب من المجتمع الدولي إغاثة ومساعدة النازحين ومساعدة حكومة كردستان خلال هذه الفترة التي تحمل عبئاً ثقيلاً». ويتعرض العراق منذ أكثر من شهر لهجوم كاسح يشنه مسلحون متطرفون سنّة يقودهم تنظيم «الدولة الاسلامية» تمكنوا خلاله من السيطرة على مناطق شاسعة من شمال وشرق وغرب البلاد، بينها مدينة الموصل (350 كلم شمال بغداد) في محافظة نينوى المجاورة لإقليم كردستان. وتسبب هذا الهجوم بنزوح نحو 600 ألف شخص، على ما تفيد أرقام مفوضية اللاجئين. وتشير احصاءات الحكومة المحلية الى نحو 300 ألف نازح منذ التاسع من حزيران (يونيو)، بعد سقوط الموصل ومدن اخرى في ايدي المسلحين، حيث اقيمت أربع مخيمات، ثلاثة منها في محافظة دهوك، وواحد قرب أربيل يطلق عليه اسم مخيم خازر. يذكر أن السلطات الاتحادية في بغداد تمتنع عن دفع حصة الإقليم الذي يتمتع بحكم ذاتي من الموازنة البالغة نحو 17 بليون دولار بسبب خلافات على عائدات النفط وتوقيع أربيل عقوداً مع شركات تنقيب أجنبية من دون العودة الى بغداد. وتشهد العلاقة بين السلطات الكردية ورئيس الوزراء نوري المالكي توتراً متزايداً على خلفية اتهام الاخير أربيل بايواء جماعات متطرفة بينها «الدولة الاسلامية» و»القاعدة»، وسط ازمة سياسية متفاقمة بين كل الاطراف تعيق تشكيل حكومة جديدة. واعتبر غوتيريس ان «الحل الانساني لا يعالج قضية هؤلاء النازحين وانما الحل هو الوصول الى اتفاق كي يعودوا إلى منازلهم ومناطقهم ليمارسوا حياتهم (...) وعلى السياسيين العراقيين الجلوس الى طاولة المفاوضات». وكان مفوض اللاجئين حذر من ان النزاع الدائر في العراق بدأ يشكل خطراً على التنوع الطائفي في مناطقه المختلطة.