ما بين الفينة والأخرى تثير بعض التغريدات على تويتر حفيظة المشتركين عندما تكتب باللغة الإنجليزية، رغم أن كل من يتشارك في النقاش من المتحدثين بلغة الضاد. عدد من المغردين في تويتر استغربوا ذلك التوجه، وعزوه إلى محاولة البعض فرد عضلاته اللغوية من خلال الكتابة باللغة الإنجليزية، معتقدين أن المجتمع ينظر لهم بعين الإعجاب لإجادتهم تلك اللغة بعيدا عن لغتهم الأم. بعض المغردين وصل بهم الحال إلى تهديد كل من يغرد بلغة أخرى غير العربية، والتي تعني شطبه من قائمة الأصدقاء نهائيا احتجاجا على هروبهم من لغتهم العربية والارتماء في أحضان لغة أخرى. نايف بن مطيع كاتب في صحيفة الرأي الكويتية غرد معلقا على القضية وردا على إحدى التغريدات التي وصلته باللغة الإنجليزية «لماذا يغرد الأخ بالإنجليزي، من زود الثقافة مثلا». وتطل مشكلة الاستعراض باللغة الإنجليزية بوضوح في موقع التواصل الاجتماعي تويتر بعد أن كانت حكرا على بعض المجالس العامة والخاصة، والتي يحرص البعض من خلالها على الحديث بجمل خليطة ما بين العربية والإنجليزية، ليوحي للمتلقي بأنه ممن درسوا لفترة خارج البلاد وعادوا بالثقافة واللغة. عبدالهادي حبتور الصحافي في وكالة الصحافة الفرنسية كتب على حسابه في تويتر معلقا على الظاهرة، «هذه المشكلة ليست حكرا على تويتر بل في مجالسنا ومنتدياتنا وحتى اتصالاتنا الهاتفية، هناك من يحاول رمي كلمة أو اثنتين.. إنها إشكالية بلا شك». وقال الإعلامي فالح القثامي معلقا على التغريد باللغة الإنجليزية: «ظاهرة تستحق الغضب، ولا يغضب من ذلك إلا من يغار على لغة القرآن». الشيخ إبراهيم بن كويران السلمي أحد مقدمي البرامج الدينية اختصر تعليقه في جملة قصيرة «البعض منهم يكتب معرفه على التويتر باللغة الإنجليزية وهو بالكاد يحسنها». وعلى الرغم من اتفاق الأغلبية على نبذ التغريد باللغة الإنجليزية، إلا أن الدكتور مسفر الموسى المحاضر في قسم الإعلام بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية يجد العذر أحيانا لبعض الشخصيات التي تجد اهتماما من متابعين لا يتحدثون باللغة العربية، ولذلك تجدهم يجنحون للتغريد باللغة الإنجليزية. وتناول الدكتور الموسى القضية في حسابه الشخصي في تويتر قائلا: «تويتر ليس وسيلة محلية لها حدود جغرافية، بل تعتمد على الشخص وكيف يشكل عالمه الذي يتواصل معه، فهناك مغردون لهم متابعون أجانب». وعن المغردين المغمورين والذين يصرون على التغريد إنجليزيا يقول: «حالة من الرغبات الفردية.. بعضهم يشعر بالقوة التعبيرية التي تعكس آراءه وأحاسيسه في لغة معينة دون أخرى.. وبعضهم يعتبرها وسيلة للتعلم».