سيول - أ ف ب – قتلت القوات الكورية الشمالية بالرصاص ثلاثة مواطنين خلال محاولتهم الفرار إلى الصين المجاورة، وسط تشديد النظام الشيوعي مراقبة حدوده بعد وفاة زعيمه كيم جونغ إيل في 17 كانون الأول (ديسمبر) الماضي، وتولي نجله الأصغر كيم جونغ أون السلطة. وأوضح دو هي يون الذي ينشط في مجال مساعدة اللاجئين الكوريين الشماليين، أن القتلى الثلاثة، وهم في العقد الرابع من العمر، حاولوا اجتياز نهر يالو في مدينة هيسان الكورية الشمالية (شمال) والذي يشكل الحد الفاصل في هذه المنطقة بين أراضي كوريا الشمالية والصين. وأعلن أن الناس الذين انتظروا في الجهة الصينية لمساعدة اللاجئين شهدوا ما جرى، وانتشل الجنود الجثث التي ألقيت على الثلج، مشيراً إلى أنه يندر أن يفتح حرس الحدود الكوريون الشماليون النار فوراً على الفارين. «لذا، أخشى أن يكون انشقاق الكوريين الشماليين بات أكثر صعوبة»، في ظل سعي الزعيم الجديد إلى تثبيت دعائم حكمه عبر تنفيذ حملة جديدة من التشدد في أعمال القمع، علماً أن السلطات الكورية الشمالية أذاعت نبأ مقتل الفارين الثلاثة لترهيب السكان، ومنع أي محاولة فرار مماثلة. ومنذ انتهاء الحرب الكورية التي امتدت بين عامي 1950 و1953 فرّ حوالى 23 ألف كوري شمالي من بلدهم إلى كوريا الجنوبية، نصفهم خلال السنوات الخمس الماضية. وتقدر المنظمات التي تعنى بمساعدة اللاجئين، عدد الفارين من كوريا الشمالية إلى الصين بحوالى مئة ألف لاجئ يعيشون سراً في هذا البلد تحت رحمة المهربين والسلطات التي تعيدهم في حال ضبطهم إلى بلدهم، حيث يواجهون عواقب خطيرة. على صعيد آخر، أفادت صحيفة «ديلي نورث كوريا» التي يصدرها لاجئون كوريون شماليون في سيول، بأن بيونغيانغ أمرت المواطنين عدم وضع قبعات أو لبس قفازات أو شالات خلال جنازة زعيمهم في 28 كانون الأول، على رغم البرد القارس، كي يقتدوا بخلفه كيم جونغ أون الذي سار حاسر الرأس إلى جانب عربة الموتى. وأوردت أن «السلطات حذرت سكان العاصمة عشية الجنازة من أن شخصاً سيقف وراء كل صف للمراقبة»، علماً أن الحرارة تدنّت إلى تسع درجات مئوية تحت الصفر في 28 كانون الأول، حين اصطف مئات الآلاف من المدنيين والعسكريين على طول شوارع بيونغيانغ لتحية موكب الجنازة طوال أكثر من ثلاث ساعات تحت الثلج. ولم يرتد أحد تقريباً القفازات والقبعات، كما أظهرت الصور التي بثها التلفزيون.