بكين، سيول – رويترز، أ ف ب - انغلقت كوريا الشمالية على نفسها أمس، في عزلة كاملة غداة إعلان وفاة زعيمها كيم جونغ إيل إثر إصابته بأزمة قلبية، فيما تنامى القلق مما يمكن أن يحدث في الدولة التي تسعى لبناء ترسانة نووية. وقام كيم جونغ أون النجل الأصغر للزعيم الراحل الذي وصفته وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية بأنه «الوريث الكبير» وأشادت به باعتباره «الزعيم البارز لحزبنا وجيشنا وشعبنا»، بزيارة مثوى والده أمس. وكيم جونغ أون هو ثالث زعيم لكوريا الشمالية من أسرة كيم منذ قيام الدولة عام 1948 بزعامة جده كيم إيل سونغ. وأعلنت الصين الحليف الرئيس لكوريا الشمالية أنها بحثت مع الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية، أهمية الحفاظ على الاستقرار في شبه الجزيرة الكورية بعد وفاة كيم جونغ إيل. وتحدث وزير الخارجية الصيني يانغ جيشي عبر الهاتف مع وزير الخارجية الكوري الجنوبي كيم سونغ - هوان وكذلك مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، كما أعلن الناطق باسم الخارجية الصينية ليو وايمين. وأشار ليو إلى اتفاق الأطراف الثلاثة على أهمية المحافظة على السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية، والإبقاء على الاتصالات الوثيقة والتنسيق، مؤكداً أن الصين تعهدت بالتشاور مع كل الأطراف للحفاظ على الأمن في المنطقة. وتخشى الصين في شكل خاص من أن تؤدي أي زعزعة للاستقرار في كوريا الشمالية إلى تدفق لاجئين إلى أراضيها كما أنها لا ترغب بحصول تغير سياسي سريع لدى جارتها كما قال محللون. مواساة من سيول وفي خطوة لافتة، عبرت الحكومة الكورية الجنوبية عن مواساتها للشعب الكوري الشمالي بوفاة كيم جونغ إيل، ولكنها قررت عدم إرسال وفد رسمي إلى الشمال للتعزية. ودعت وزيرة الخارجية الأميركية كوريا الشمالية إلى اتباع «مسار سلمي»، فيما حاول الديبلوماسيون والمحللون فهم ما يمكن أن يحدث في البلاد خلال فترة الانتقال بعد 17 سنة من حكم القبضة الحديد لكيم جونغ إيل (69 سنة). وقالت كلينتون إن الولاياتالمتحدة تأمل في تحسن العلاقات مع شعب كوريا الشمالية بعد وفاة الزعيم الكوري الشمالي وإنها على اتصال مع شركائها في المحادثات النووية السداسية التي تهدف إلى إزالة الأسلحة النووية من شبه الجزيرة الكورية. وأتت تصريحات كلينتون بعد اجتماع مع وزير الخارجية الياباني الزائر كويتشيرو جيمبا الذي قال إن واشنطن وطوكيو وسيول اتفقت جميعاً على ضرورة الحفاظ على الاستقرار وجدد دعوة بيونغيانغ إلى اتخاذ «إجراء ملموس» لإبداء اهتمامها بنزع الأسلحة النووية. عزلة وحداد وألقى كيم جونغ أون الذي اتشح بالسواد ورافقه مسؤولو الجيش والحكومة، نظرة على جثمان والده المسجى في نعش سطحه زجاجي في العاصمة بيونغيانغ والذي أحيط بورود حمراء. وفي استمرار لتقليد أسرة كيم وضع نعش كيم جونغ إيل في المتحف الذي يضم تابوتاً زجاجياً فيه الجثمان المحنط للزعيم الأول مؤسس الدولة الستالينية كيم إيل سونغ. وأعلنت كوريا الشمالية أنها لا تريد أن تحضر شخصيات أجنبية الجنازة الرسمية لكيم جونغ إيل في 28 الشهر الجاري، وأبدت الصين تقديرها لهذا الأمر. ورداً على سؤال عما إذا كان كيم جونغ أون ابن الزعيم الكوري الراحل وخليفته سيزور الصين، قال الناطق باسم الخارجية الصينية: «أود أن أؤكد أن الصين وكوريا الشمالية حافظتا دوماً على الزيارات على أعلى مستوى ونحن نرحب بالزعيم الكوري الشمالي في أي وقت مناسب للجانبين». وفي إشارة إلى أن الدولة المنعزلة تغلق نفسها أكثر أمام العالم الخارجي بعد وفاة «الزعيم العزيز»، تقلصت بشدة عمليات عبور حدود داندونغ مع الصين. والصين هي من بين دول معدودة لها علاقات تجارية ناشطة مع كوريا الشمالية.