رأى متخصصون في شؤون الإرهاب أن عملية تنظيم القاعدة الأخيرة في محافظة شرورة السعودية جنوب المملكة، تهدف إلى استعادة وهج التنظيم الذي بدأ يزول جراء التطورات والمستجدات التي تشهدها الساحة الإقليمية الحالية، والمتمثلة في إعلان قيام الدولة الإسلامية في العراق والشام، المعروفة إعلامياً ب«داعش»، ما أدى إلى تسليط الأضواء عليها في الآونة الأخيرة، مشيرين إلى أن التنظيمات الإرهابية يمكن أن تتحالف تكتيكياً إذا اشتركت أهدافها. وأوضح الكاتب الصحافي والمهتم بشؤون الجماعات التكفيرية الجهادية جاسر الجاسر في حديثه إلى «الحياة»، أن حدوث مثل عملية «شرورة» في هذا الوقت امتداد للتطورات والنشاطات الإرهابية المتزايدة في الفترة الأخيرة، نتيجة انتشار محاضن الإرهاب في كل من العراق وسورية واليمن، مشيراً إلى أن السعودية وحدها تتحمل حماية حدوها سواء أكانت مع اليمن أم العراق، نظراً لغياب الطرفين وعجزهم، أو أحياناً لموالاتهما وممالئتهما في مرور وتسريب العناصر الإرهابية. وأضاف: «نعاني الاصطياد من العناصر الإرهابية، إذ إن المشكلة تكمن في عملية التغذية والتربية الفكرية المنتجة الوحيدة للإرهاب، وبالتالي يتوالدون ويستمرون بكثرة، ولابد أن يترافق الحل الأمني مع المعالجة تجاه الفتاوى والتوجيهات أو الدروس التي تدفع بمثل هؤلاء للحاق بالإرهابيين». وأشار الجاسر إلى أن ما حققه «داعش» في الموصل أثار غيرة الجماعات الجهادية في المنطقة، وحفزها على القيام بأعمال مماثلة، ويحاول «القاعدة» في اليمن أن يبرهن على أن عناصرها قادرون على القيام بالعمليات الإرهابية التي يمكن أن تعيد لهم الوهج، لافتاً إلى أن الخلايا النائمة في الداخل لها دور في إعادة ذلك الوهج، بشكل غير مخطط له أو انفرادياً. وبيّن أنه يوجد نوعان من «الدعاة» الذين ظهروا في وهج الجماهيرية والخطاب المؤثر، إذ يدخل النوع الأول في هذا الوهج من دون وعي أو بحسن نية، وهناك نوع آخر يرسل رسائل غير مباشرة تستهدف الشباب، كما يلاحظ صمتهم الغريب عما يفعله «داعش» أو انتقادهم الناعم جداً لها، وكأنه لا يرتكب جرائم، ملمحاً إلى أن الخطاب الملغم هو الأساس في تعبئة الشباب في اللحاق بالجماعات الإرهابية. من جهته، أكد المتخصص في شؤون الجماعات الإرهابية حمود العتيبي أن عملية شرورة جاءت في إطار شعور تنظيم القاعدة في اليمن بأن أضواء الحركة الجهادية العالمية تسرق منه، من طريق تنظيم دولة البغدادي في الموصل، موضحاً أن كثيراً من المراقبين يرون أن «القاعدة»، خصوصاً فرعها الأقوى في اليمن ربما يُقدم على عملية إرهابية كبيرة سواء في المنطقة أم العالم.