رحبت رئاسة إقليم كردستان باعتذار رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان عن تسبب العمليات العسكرية بمقتل آلاف من الأكراد في منطقة دريسم أواخر الثلاثينات من القرن الماضي، واعتبرت ذلك خطوة ل «إعادة كتابة الوقائع التاريخية لمآسي الاكراد». إلى ذلك، بحث الحزبان الكرديان الرئيسان في انعكاس الأزمة السورية على العلاقات مع دمشق، وفي دور رئيس الإقليم مسعود بارزاني في تسوية الخلاف بين «حزب العمال الكردستاني» وتركيا. وأعلنت رئاسة الإقليم في بيان أمس: «ببالغ التقدير نرحب بهذه التصريحات للسيد أردوغان، ونرى أنها مواقف جريئة، لإعادة الكتابة الواقعية لتاريخٍ حدثت خلاله مآسي الأكراد». وأضافت أن «هذه الخطوة ستفتح آفاقاً رحبة أمام سياسة الانفتاح التي تنتهجها تركيا»، كما أنها «تخلق ثقة كبيرة لدى المجتمع الكردي»(بأنقرة). وأضاف البيان أن «نتائج هذا الموقف تخدم كل الأطراف وتؤدي الى ترسيخ أسس السلم الاجتماعي أيضاً، وتدفع عملية الانفتاح الديومقراطي في تركيا الى مزيد من التقدم». وفي بادرة هي الأولى من نوعها قال اردوغان أول من أمس في خطاب ألقاه أمام أعضاء حزب «العدالة والتنمية» الحاكم: «إذا كانت هناك ضرورة لتقديم اعتذار (إلى الأكراد) باسم الدولة فسأقدم اعتذاري»، وأضاف أن «درسيم تشكل احد اكثر الاحداث مأسوية في تاريخنا المعاصر»، داعياً إلى «التعامل بشجاعة مع الملف». وتعود أحداث درسيم التي تعرف حالياً بتونجلي بين 1936و1939، عندما شنت تركيا عمليات عسكرية جوية وبرية استخدمت خلالها غازات سامه لقمع تمرد تسبب بمقتل أكثر من 13 ألف كردي علوي وتهجير الآلاف، فضلاً عن إعدام قائد التمرد وستة قياديين آخرين. ويطالب أكراد العراق أنقرة بتعزيز سياستها الانفتاحية، خصوصاً في ما يتعلق بالتعامل مع «حزب العمال الكردستاني» المحظور، وتطالب الطرفين بوقف القتال، واللجوء إلى الحوار كحل وحيد للمشكلة التي تعود جذورها إلى مطلع ثمانينات القرن الماضي. من جهة أخرى، بحث المكتبان السياسيان للحزبين الرئيسين برئاسة مسعود بارزاني التطورات في سورية، وجاء في البيان الختامي للاجتماع أن بارزاني أطلع دول الجوار واوروبا على «موقف الإقليم من الاحداث المهمة المستمرة التي تشهدها المنطقة، خصوصاً في سورية وتأثيرها في العلاقات بين الجانبين ومدى علاقتها بالقضية الكردية في سورية، فضلاً عن التوتر القائم على الحدود مع تركيا، وجهود الرئيس بارزاني لمعالجتها بشكل سلمي». وأضاف البيان أن «الظروف مناسبة لعقد المؤتمر القومي الكردي، لما له من أهمية في كل أنحاء كردستان بغية إطلاع الشعوب والدول على موقف الأكراد».