وقعت مجموعة من حجاج الداخل في ما يسمّى ب «الوقت الميّت» لقطار المشاعر، في أيام التشريق، الأمر الذي ألجأهم إما إلى رفض مغادرة القطار في الوقت المذكور، أو افتراش أرضية محطته «الزرقاء الباردة»، وانتظار الفرَج الذي لن يأتي كل ليلة إلا بعد ساعتين. وقال الحاج عبدالله الشهري ل «الحياة»: «لم أكن أعلم أن قطار المشاعر يتوقف ما بين الساعة الثانية والرابعة صباحاً من أجل راحة الموظفين، حتى حضرت قبيل الساعة الثانية، فوجدت مجموعة من الحجاج سبقتني، وقاسينا البرد والانتظار مدة ساعتين، لأن صالة المحطة باردة جداً ولا تتوافر فيها مقاعد للراحة، ولم يكن أي من الحجاج الذين قابلتهم يعلم بأن هذا وقت التوقف الموقت عن العمل». وعبّر الحاج الكويتي عبدالله المطيري عن سخطه عما تعرض له، وتابع: «كانت لنا نية بقضاء آخر الليل في المخيّم، وجاء سوء حظنا ليحيل محاولتنا إلى ضرب من المستحيل، لأننا صعدنا إلى محطة القطار، وفور أن ركب بعض الحجاج توقفت العربة، وأعلن عبر مكبرات الصوت في المحطة أن القطار سيتوقف للصيانة لسلامتنا، ورفض بعض الحجاج الخروج بغضب شديد، بصورة ألجأت بعض الموظفين إلى رجال الأمن لإخراجهم، لكن رجال الأمن في المحطة رفضوا إرغام الحجاج على الخروج من القطار، وقال لنا بعض الموظفين إن عدم توقف القطار قد يتسبب في خلل ما في الأبواب، ونحن نخشى ذلك، ولا نستطيع أن نقوم بأي تصرف لأنه ليست لدينا صلاحيات». وأردف: «هذا القطار يستمرّ طيلة العام بلا عمل، وفي هذه الأيام القلائل التي يحج فيها ملايين البشر نجد أنه يتوقف، ومن دون إخبارنا أو تعميم». وتعليقاً على ذلك قال المدير العام لشركة قافلة الملبي أحمد الأمين: «ليست لدينا تعليمات رسميّة بتوقف القطار في أي ساعة من الساعات، ولو أنها توافرت لدينا لما بخلنا بها عليهم. من جهته، قال المدير العام للقطارات في المشاعر المقدسة فهد أبو طربوش ل «الحياة»: «المشكلة لدينا هي الشائعات وضعف الثقافة، فلا يوجد أي عطل في قطار المشاعر، وإنما لدينا ساعتان يوميّاً نوقف فيها القطار من أجل الصيانة والتأكد من سلامته، ولتنظيف الأرضية والكراسي مما يعلق بها من مأكولات ومشروبات، ولا يوجد أي قطار في العالم لا يحتاج إلى صيانة، وهذا قطار يحمل ملايين الناس يوميّاً، ولا بد من مراجعة حاله والتأكد منها بصورة دوريّة تلافياً لأي سلبيات محتملة، وهذا من صميم عملنا، وهو مطبق حتى في المطارات». وأضاف: «الزعم بأن قطار المشاعر يتوقف بعد الحج غير صحيح، فخطة عمله ستشمل مواسم العمرة، ولكن ذلك لن يحول دون تعرضه للصيانة والعناية والنظافة بصفة دوريّة».