واشنطن، كابول - أ ف ب - ناقش الرئيس الاميركي باراك اوباما مع الأمين العام للحلف الاطلسي (ناتو) اندرس فوغ راسموسن في واشنطن أمس، اعمال القمة المقبلة للحلف التي تستضيفها شيكاغو في ايار (مايو) 2011، والانسحاب المرتقب من افغانستان. كما استعرضا عمليات الحلف في ليبيا. وقال البيت الابيض، بعد اللقاء المقتضب في المكتب البيضاوي والذي فتح امام المصورين بخلاف الصحافيين، ان «اوباما وراسموسن تطرقا الى قمة الأطلسي، وضرورة توسيع الحلف ليضم اعضاء جدداً، اضافة الى التقدم الذي حققته قوات الحلف في افغانستان». وأضاف البيان ان «اوباما وراسموسن ناقشا ايضاً كيف يمكن ان تفسح قمة شيكاغو في المجال للمرحلة الانتقالية في افغانستان، في ضوء اهداف قمة لشبونة العام الماضي والخطاب الذي القاه الرئيس حول افغانستان في 22 حزيران (يونيو) الماضي». وشهدت قمة لشبونة اتفاق دول الحلف على خطة لسحب كل قواته من افغانستان بحلول عام 2014، بعد انجاز عملية نقل مسؤولية الأمن بالكامل الى القوات الافغانية. وفي حزيران، أمر اوباما بسحب 33 الف جندي اميركي من افغانستان في منتصف 2012، وأعلن بدء نهاية الحرب، ثم باشر مستشارو اوباما الاسبوع الماضي درس تغيير السياسة العسكرية في افغانستان للحد من المهمة العسكرية والتركيز على تدريب القوات الافغانية في موعد اقرب من المتوقع. في غضون ذلك، أفادت صحيفة «ديلي تلغراف» بأن القوات البريطانية ستستعيد السيطرة على مناطق في ولاية هلمند جنوبافغانستان، بسبب خفض عدد القوات الأميركية المنتشرة في جنوبأفغانستان. ونقلت الصحيفة البريطانية عن قائد قوات «الناتو» في هلمند الجنرال الأميركي جون تولان، أن «الخفض الكبير في عدد قوات بلاده في هلمند يعني أن القوات البريطانية ستستأنف السيطرة على قواعد سابقة مثل سانغين وقلعة موسى وناو زاد». وأضاف أن «قوات مشاة البحرية الأميركية في هلمند البالغ عددها 20 ألف جندي، يمكن أن تُخفّض إلى الربع بحلول أيلول (سبتمبر) 2012، ما يعني أن عدداً قليلاً جداً من قوات الاحتياط ستبقى للتعامل مع النقاط الساخنة لطالبان في الولاية». وتوقع نشر قوات اميركية في بؤر توتر شرق أفغانستان مثل ولاية غزني، بعد جعل هلمند أكثر استقراراً، وإعادة تسليمه الى القوات البريطانية. واعتبر الجنرال الأميركي ان «الأمور تحسّنت جداً في هلمند، ولكن الصورة ليست وردية، لأن القوات الأفغانية قليلة جداً ولا تستطيع العمل بشكل مستقل تماماً، وهناك حاجة لمزيد من الوقت للتصدي لحركة التمرد والتأكد من عدم عودتها العام المقبل، بعدما نحجنا في تحجيم نشاطاتها». وتستعد القوات الاجنبية لتسليم الأفغان 3 على الأقل من أصل 12 منطقة في هلمند العام المقبل، والباقي عام 2013 قبل انتهاء مهمة حلف في أفغانستان عام 2014. ونسبت «ديلي تلغراف» إلى ناطق باسم وزارة الدفاع البريطانية ان «لا مؤشرات حالياً لاحتمال عمل قوات المملكة المتحدة خارج مناطق عملياتها في أفغانستان»، علماً ان عدد الجنود البريطانيين سيخفض من 10 الى 9 آلاف في نهاية 2012، وستتوقف عن تنفيذ مهمات قتالية بنهاية 2014». على صعيد آخر، قتل تسعة مدنيين من افراد عائلة واحدة وشرطيان في انفجار لغم يدوي الصنع زرع على جانب طريق في ولاية بادغيس شمال غربي افغانستان. وتبنت حركة «طالبان» الهجوم، لكن الناطق باسمها قارئ يوسف أحمدي قال إن «7 شرطيين قتلوا وان آليتهم دمرت بالكامل». وأعلنت وزارة الداخلية ان اللغم انفجر لدى مرور آليات للشرطة كانت عائدة من دورية، ونقلت عائلة «فقيرة ومحتاجة»، موضحة ان القتلى المدنيين توزعوا على ستة اطفال وامرأتين ورجل واحد. وندد صديق صديقي الناطق باسم الداخلية بالهجوم «الجبان» الذي نفذته «طالبان»، وقال: «على رغم بيانها الأخير عن حماية المدنيين، اثبتت طالبان مجدداً انها لا تكترث لحياة الرجال والنساء والاطفال». وكان زعيم الحركة الملا محمد عمر دعا في رسالة نشرت بمناسبة عيد الاضحى الجمعة الماضي مقاتليه الى تجنب قتل المدنيين الذين يعتبرون الضحايا الاوائل للنزاع المستمر في البلاد منذ 10 سنوات، علماً ان الاممالمتحدة تقول ان اكثر من ثلاثة ارباع الضحايا المدنيين يسقطون في هجمات المتمردين».