موسكو، لندن - أ ف ب، رويترز، يو بي آي - أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس، ان بلاده ستسمح بعبور الدبابات الى افغانستان تنفيذاً لاتفاق تعاون جديد مع الحلف الاطلسي (ناتو) أقرّ خلال القمة الاخيرة للحلف في لشبونة الاسبوع الماضي من دون ان يكشف فحواه. وقال لافروف في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الافغاني زلماي رسول في موسكو: «ستتوسع تسهيلات العبور الى افغانستان لتشمل آليات مدرعة مزودة حماية من الالغام»، فيما أوضح السفير الروسي لدى الحلف الاطلسي ديمتري روغوزين ان «هذه الآليات ستستخدمها قوات الحلف لضمان نقل الموظفين المدنيين فقط». ولم تسمح روسيا سابقاً بعبور عتاد وامدادات عسكرية اراضيها الى افغانستان، والتي انحصر ارسالها من باكستان، حيث تتعرض الشاحنات والصهاريج لهجمات مكثفة من حركة «طالبان». وهي ستبقي اراضيها مغلقة على مرور اسلحة لقوات الحلف في افغانستان حيث خاضت في السبعينات والثمانينات من القرن العشرين حرباً أودت بحياة حوالى 15 الف جندي سوفياتي. الى ذلك، كشف رسول ان الرئيس الافغاني حميد كارزاي يعتزم زيارة روسيا في كانون الثاني (يناير) 2011، علماً انه يسعى الى تحسين علاقاته مع روسيا، وطالب الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف في زيارته الاخيرة الى موسكو في آب (اغسطس) الماضي المساعدة في ارساء السلام والاستقرار. على صعيد آخر، أعلن العميد جيمس تشيزويل، قائد اللواء الجوي الهجومي 16 في الجيش البريطاني والذي يتمركز في ولاية هلمند جنوبافغانستان أن الضربات الدقيقة غير المسبوقة ضد قادة «طالبان» دفعت الحركة إلى طاولة المفاوضات مع الحكومة الأفغانية. وقال العميد تشيزويل لصحيفة «ديلي تلغراف»: «تستهدف القوات البريطانية النظامية والطائرات من دون طيار طالبان لإجبارها على درس خياراتها، واعتقد بأننا على حق تماماً في ضربها بقسوة». وأشار الى أن الضربات الدقيقة تهدف إلى إضعاف التمرد وإرباكه، ودفع مقاتليه للمشاركة في عملية إعادة الدمج وإقناعهم بالتوقف عن القتال من خلال توضيح أن حمل السلاح عمل خطير»، مؤكداً أن هذه الضربات ستستمر. وأضاف: «نلعب دورناً جنباً إلى جنب مع القوات المتخصصة في توجيه ضربات دقيقة ضد أفراد يجري تحديدهم كزعماء للتمرد أو متعاونين رئيسيين معه. وبدأنا نرى بعض قادة طالبان من المستويات الوسطى يدرسون خياراتهم بين مواصلة القتال أو الانخراط في العملية السياسية». وكشف العميد تشيزويل أن مشروعاً تجريبياً لإبعاد الشباب عن «طالبان» سيُطرح للمرة الأولى في هلمند، من خلال تشكيل قوة مسلحة محلية لمراقبة الأحياء في الولاية. وينتشر حوالى 10 آلاف جندي بريطاني في أفغانستان معظمهم في هلمند، قُتل منهم 345 جندياً منذ الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة لهذا البلد نهاية عام 2001. وقتل أمس جندي تابع لقوات «الاطلسي» في هجوم شنه متشددون جنوب، ما رفع الى 660 عدد قتلى الجنود الاجانب منذ مطلع السنة، وهو رقم قياسي. كما أعلنت قوات الحلف الاطلسي اعتقال 19 قيادياً من «شبكة حقاني» في ولاية خوست هذا الشهر.