قتل مدني على الأقل وجرح 15 آخرون في انفجار سيارة مفخخة في كابول امام مجمع لشركة «كونتراك» الأميركية للبناء التي تنفذ مشاريع لحساب الجيش والشرطة الأفغانيين، ما يؤكد تزايد التحديات الأمنية قبل انسحاب قوات الحلف الأطلسي (ناتو) المقرر بحلول نهاية 2014. في غضون ذلك، تفقد الرئيس الألماني يواكيم غوك قوات بلاده في قاعدة «مرمال» قرب مزار الشريف (شمال). وأفاد مصدر أمني بأن بين الجرحى خمسة اجانب من الولاياتالمتحدةوجنوب افريقيا، فيما نفى «الناتو» استهداف قاعدة «كمب فينيكس» التابعة لقواته في كابول. وتبنت حركة «طالبان» مسؤولية التفجير، وقال الناطق باسمها ذبيح الله مجاهد: «فجر انتحاري سيارة مفخخة امام شركة أمن أميركية مهمة خضعت لمراقبة لفترة طويلة». ويعكس ذلك احتفاظ «طالبان» بقدرتها على توجيه ضربات وسط كابول، بعد أكثر من عقد على غزو القوات الغربية التي تتمتع بقوة نيران وتكنولوجيا متفوقة افغانستان. لكن الحكومة الأفغانية تصرّ على عدم امتلاك الحركة أي فرصة لتولي السلطة بعد 2014، وقدرة الجيش والشرطة على السيطرة على البلاد. وكانت «طالبان» هاجمت في أيار (مايو) الماضي مركزاً يخضع لحراسة مشددة تستخدمه منظمات غير حكومية والأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي لتنفيذ مشاريع بناء أيضاً، ما أسفر عن سقوط سبعة قتلى. وسبق ذلك بساعات مقتل عشر فتيات أفغان تتراوح أعمارهن بين 9 و11 سنة في انفجار لغم يُعتقد بأنه من مخلفات الحرب ضد السوفيات في الثمانينات، لدى جمعهن الحطب في ولاية ننغرهار (شرق) المضطربة. وفكِّك نحو 700 ألف لغم وأكثر من 15 مليون عبوة متفجرة في افغانستان منذ انسحاب القوات السوفياتية عام 1989، وفق الأممالمتحدة. لكن هذا البلد لا يزال أحد الأكثر احتضاناً للألغام في العالم. القوات البريطانية على صعيد آخر، أفادت صحيفة «ديلي تلغراف» بأن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون سيعلن اليوم سحب 4500 جندي على الأقل من افغانستان، أي نحو نصف قوات بلاده، بحلول نهاية صيف 2013. وأضافت أن «500 جندي بريطاني سيغادرون افغانستان قبل نهاية السنة الحالية، فيما سيتجنب كامرون وضع جدول زمني دقيق لتنفيذ باقي الانسحابات، في ظل تصاعد التوتّر بين السياسيين والقادة العسكريين البريطانيين في شأن أساليب خفض عدد القوات، خصوصاً أن عسكريين كبار يعتقدون بأن تنفيذ هذا الأمر بسرعة كبيرة يمكن أن يعرض للخطر حياة باقي الجنود في ولاية هلمند (جنوب)، ويُفشل استراتيجية الانسحاب بالكامل. ... و17 ضحية لاعتداء في باكستان إسلام آباد، لندن - أ ف ب، يو بي اي - قتل 17 شخصاً على الاقل وجرح 70 آخرون في انفجار سيارة مفخخة من طراز «سوزوكي» قرب موقف للباصات في سوق بمدينة جمرود في منطقة خيبر القبلية شمال غربي باكستان المحاذية للحدود مع افغانستان أمس. واوضح مسؤولون اقليميون ان القتلى والجرحى وبينهم بينهم اطفال ونساء كانوا ينتظرون باصاً لنقلهم الى مناطق شمال غربي البلاد وسواها. واشاروا الى احتراق 20 سيارة محترقة و15 متجراً في السوق». وصرح مطهر زاب، رئيس ادارة منطقة خيبر: «نحاول معرفة اذا كان مجرد انفجار سيارة او احتمال وجود هدف محدد، خصوصاً ان مكتباً للحكومة الأقليمية يقع على مسافة مئة متر من موقع العملية». ووقع الانفجار بعد نهاية اسبوع دامية في بيشاور، كبرى مدن شمال غربي باكستان. وتبنت حركة «طالبان باكستان» اعتداءً استهدف مساء السبت مطار بيشاور الذي يضم ايضاً قاعدة للقوات الجوية، واسفر عن خمسة قتلى. واول من امس، تبادلت قوات الأمن النار مع خمسة متمردين لجأوا الى مبنى قيد الإنشاء قرب المطار، ما ادى الى مقتل المتمردين الخمسة وشرطي. وشهدت منطقة لاكي ماروات باقليم خيبر باختونخوا أمس مقتل 3 جنود على الأقل وجرح 3 آخرين في اشتباكات اندلعت مع مسلحين، في حين اعلنت الشرطة احباط مخطط «ارهابي كبير»، ومصادرة كمية كبيرة من الأسلحة والذخائر في منطقة دير السفلى (شمال غرب). وفي مقابلة مع صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية، اعلن وزير الداخلية الباكستاني مالك رحمن إن الفتاة ملالا يوسف زاي (15 سنة) التي حاول مسلحون من «طالبان» قتلها في تشرين الأول (اكتوبر) الماضي بسبب دفاعها عن تعليم البنات ولا تزال تتلقى العلاج في احد مستشفيات بريطانيا، ستعيش باقي حياتها تحت حراسة مشددة. وقال: «تريد ملال العودة إلى باكستان، لكنها ستظل هدفاً طالما استمر الارهاب بتهديد بلدنا»، مشيراً الى ان مدرسة ملالا في بلدة مينغورا، المعقل السابق ل «طالبان» في وادي سوات، ستحمل اسم ملالا، رغم احتجاج طالبات من أن يعرض ذلك المدرسة الى مزيد من الهجمات الإرهابية». وزاد: «الناس في مينغورا ووادي سوات وباكستان مدينون لملالا. لذا ستحمل المدرسة اسمها».