إسلام آباد، كابول، لندن - أ ف ب، رويترز، يو بي آي - اعلن مسؤولون باكستانيون ان قوات الأمن قتلت 11 مسلحاً في اشتباكات اندلعت في منطقتي ساراكاي وموخا شمال غربي خار، البلدة الرئيسية بمنطقة باجور القبلية (شمال غرب) المحاذية للحدود مع افغانستان، وذلك غداة مهاجمة مئات المتمردين الذين قدموا من افغانستان، قريةً في المنطقة ذاتها، ما ادى الى مقتل 5 مدنيين و9 مسلحين. وأوضح المسؤول المحلي محمد الياس خان، ان مجموعة من المتشددين هاجمت قوات الأمن والميليشيا المحلية خلال عملية تفتيش مشتركة في المنطقتين، ما أدى الى اندلاع معركة بالرصاص، علماً ان القوات الباكستانية نفذت منذ آب (اغسطس) 2008 سلسلة هجمات ضد مسلحي «طالبان» وغيرهم من المتمردين الاسلاميين. وأكدت مرات انها قضت على تهديد المتشددين في باجور، احدى خمس مناطق في الحزام القبلي الذي يتمتع بحكم شبه ذاتي، والذي تصفه الولاياتالمتحدة بأنه المقر الدولي لتنظيم «القاعدة». لكن الشرطة الافغانية نفت قدوم المقاتلين من اراضيها، علماً ان باكستان ابلغت في وقت سابق من الشهر الجاري السفير الأفغاني لديها «قلقها البالغ» من نشاطات المتشددين في شرق افغانستان، ودعت الى اتخاذ القوات الأفغانية وقوات الحلف الاطلسي (ناتو) التي تتزعمها واشنطن في افغانستان «اجراءات مشددة» ضدهم. وفي افغانستان، قتل جندي من الفوج الهندسي الملكي البريطاني في انفجار عبوة خلال مشاركته بعملية عسكرية في وادي غيريشك بولاية هلمند (جنوب). وبات رابع جندي بريطاني يسقط في افغانستان هذا الشهر وال 372 منذ الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة لأفغانستان عام 2001. الى ذلك، هددت حركة «طالبان» الافغانية الأمير هاري، المصنّف ثالثاً في ترتيب ولاية العرش في بريطانيا، بأنها لن ترحمه في حال أسرته بعد اعلان عودته للخدمة في افغانستان العام المقبل بصفة طيار لمروحية «اباتشي» الهجومية، وذلك بعد موافقه قادة الجيش وجدته الملكة إليزابيث الثانية. وأبلغ الناطق باسم الحركة ذبيح الله مجاهد صحيفة «ديلي تلغراف»، أن «مقاتلي طالبان سيقتلون الأمير هاري في حال وقع بين أيديهم. خطتنا مشابهة لخطط كل المجاهدين المسلمين، وسنهاجم هؤلاء الكفار الذين غزوا بلادنا واحتلوها». وزاد: «تملك بريطانيا ثاني أكبر عدد من القوات في افغانستان، لذا هم أعداؤنا ونتعامل معهم بالطريقة ذاتها، ولا يهمنا إذا كان هاري أميراً أم مجرد جندي عادي وسندمره». وكان الأمير هاري (26 سنة) الذي يحمل رتبة نقيب، امضى عشرة أسابيع في الخدمة مع القوات البريطانية في افغانستان نهاية عام 2007 ومطلع 2008، ثم استدعي على محمل السرعة بعد كشف وجوده مع قوات بريطانية قاتلت «طالبان» في ولاية هلمند. وفي واشنطن، افادت صحيفة «وول ستريت جورنال» بأن الجيش الأميركي طالب الرئيس باراك اوباما ابقاء تعزيزات عسكرية في افغانستان حتى خريف 2012، اي قبل شهر من الانسحاب المرتقب. ويعني هذا الموعد ان اوباما سيعد قبل فترة قصيرة من الانتخابات الرئاسية المقررة في تشرين الثاني (نوفمبر) 2012 والتي يسعى فيها للفوز بولاية ثانية، بتنفيذ خفض كبير لعدد القوات في افغانستان والذي يطالب به الرأي العام الأميركي. لكن مسؤولي الجيش قالوا ان «استحقاق الانتخابات لا علاقة له باقتراحهم المرتبط بضرورة تركيز الضغط على «طالبان» في الولايات شرق البلاد. وأمر اوباما بتعزيز القوات الأميركية ب 33 الف عنصر اضافي في كانون الاول/ ديسمبر 2009، لوقف زخم تمرد «طالبان»، ما رفع العدد الاجمالي للقوات الأميركية الى مئة الف عنصر. وتعتزم الولاياتالمتحدة ترك عدد قليل من القوات في افغانستان بعد كانون الاول (ديسمبر) 2014، حين يتسلم الأفغان مسؤوليات الأمن.