اتهمت دمشق أمس إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما بالعمل على «إثارة الفتنة ودعم القتل والإرهاب الذي تقوم به المجموعات المسلحة» ضد السوريين، غداة دعوة الناطقة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند السوريين إلى عدم الاستجابة لعرض وزارة الداخلية تسليم أنفسهم للحصول على عفو فوري. وكان وزير الداخلية السوري اللواء محمد الشعار دعا عبر التلفزيون الحكومي «المواطنين ممن حملوا السلاح أو باعوه أو قاموا بتوزيعه أو بنقله أو بشرائه أو بتمويل شرائه ولم يرتكبوا جرائم القتل، إلى تسليم أنفسهم وأسلحتهم إلى أقرب مركز شرطة في منطقتهم، وسيُصار إلى تركهم فوراً» خلال مهلة لمدة اسبوع بدأت أمس، مشيراً إلى أن هذا سيكون بمثابة «عفو عام عنهم». غير أن نولاند قالت في تصريحات صحافية: «لا أنصح أحداً بتسليم نفسه الى سلطات النظام في الوقت الراهن». ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» عن مسؤول في وزارة الخارجية قوله أمس إن الإدارة الأميركية «كشفت مرة أخرى عن تدخلها السافر في الشؤون الداخلية لسورية وعن سياستها الداعمة للقتل وتمويلها للمجموعات الإرهابية فيها». وأشار إلى أن «الدليل» جاء في تصريح نولاند بأنها «لا تنصح أحداً من المسلحين بتسليم نفسه إلى السلطات السورية، رداً على قرار الحكومة السورية بالعفو العام عن كل من يسلم سلاحه غير المشروع إلى السلطات». وتابع: «تدين الحكومة السورية هذه التصريحات اللامسؤولة التي لا يمكن تفسيرها إلا بأنها تهدف إلى إثارة الفتنة ودعم القتل والإرهاب الذي تمارسه المجموعات المسلحة بحق المواطنين السوريين». وطالب «المجتمع الدولي بالوقوف في وجه هذه السياسات التي تتناقض مع أحكام القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بمكافحة الإرهاب وتمويله». إلى ذلك، أعلن «تيار بناء الدولة» الذي يضم معارضين ومستقلين يرفضون إسقاط النظام، أنه يتوقع أن «تباشر السلطة فوراً بإطلاق سراح جميع المعتقلين على خلفية الاحتجاجات، وأن تتيح المجال للصحافيين ولمراسلي المؤسسات الإعلامية الخارجية لدخول البلاد والتنقل في جميع المناطق، واستقبال لجان مراقبة عربية لمراقبة تنفيذ التزاماتها»، وفق المبادرة العربية. وفي سياق متصل، أعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» أمس، أن السلطات أخلت سببيل 672 موقوفاً بينهم 553 شخصاً «تورطوا في الأحداث الاخيرة التي تشهدها سورية ولم تتلطخ أيديهم بالدماء»، لمناسبة عيد الأضحى المبارك.