أعرب الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي عن «بالغ أسفه وقلقه الشديد إزاء استمرار أعمال العنف» في سورية، محذراً من «نتائج كارثية» في حال فشل خطة الحل العربي التي وافقت عليها دمشق، فيما سقط ثلاثة قتلى على الأقل بقصف مدفعي على حي بابا عمرو في مدينة حمص. وحذر العربي في بيان بعد لقاء جمعه في القاهرة أمس ورئيس «المجلس الوطني السوري» المعارض برهان غليون والناطقة باسم المجلس بسمة قضماني، من «مخاطر استمرار أعمال العنف في سورية وعدم إحراز التقدم المنشود في تنفيذ بنود خطة الحل العربية»، لافتاً إلى أن فشل الخطة ستكون له «نتائج كارثية» على الوضع في سورية والمنطقة. ودعا إلى «الوقف الفوري لنزيف الدم الجاري في سورية»، مطالباً الحكومة ب «اتخاذ الإجراءات الفورية طبقاً لما التزمت به لتنفيذ بنود خطة العمل العربية، وتوفير الحماية للمدنيين حتى يطمئن الجميع ويشعروا بأن هناك مناخاً أمنياً للحوار والانتقال الى مرحلة من العمل السياسي السلمي تتيح تنفيذ برنامج الإصلاحات المطلوبة». وناشد مختلف الأطراف المعنية بالشأن السوري إلى «تضافر الجهود من أجل إنجاح الخطة العربية ووضعها موضع التنفيذ الفوري». وأكد أن «الجامعة تعمل على تجنب فشل الحل العربي، حفاظاً على أمن سورية واستقرارها وتجنباً للفتنة وللتدخلات الخارجية». وأعلن غليون أمس رفضه القاطع الحوار مع النظام. وقال في كلمة وجهها إلى السوريين لمناسبة عيد الأضحى وبثتها قناة «الجزيرة» الليلة الماضية، إنه تقدم الى الجامعة العربية والأمم المتحدة «بطلب لحماية المدنيين عبر قرارات ملزمة بإرسال مراقبين دوليين». وبدا لافتاً أنه تجاهل الإشارة إلى المبادرة العربية. وقال: «نحن في المجلس الوطني نؤمن بأن غاية النظام وراء أي تحرك كسب مزيد من الوقت... لن نساوم ولن نقع في مطبات النظام». ودعا الجيش السوري إلى «أن يحذو حذو العسكريين الذين انضموا إلى الثورة لحماية الوطن والمواطن، لا حماية طغمة فاسدة، وألا يطلقوا النار على الشعب». وحيا العسكريين «الذين رفضوا تنفيذ الأوامر الجائرة». وطمأن «المترددين والخائفين (من الأقليات) بأن الثورة ثورتكم». واعتبر أن «نظام الطغيان سقط ويغرق في النفق المظلم ويحاول دفع البلاد إلى الفوضى والحرب الأهلية». وأكد أن «الدستور الجديد سيشكل دولة الحق والقانون وسيحمي الاقليات وسينال الكرد ما حرموا من حقوق». وأجرى العربي مشاورات واتصالات مع أعضاء اللجنة الوزارية العربية في شأن مستجدات الوضع في سورية وما آلت إليه الجهود المبذولة لتنفيذ بنود الخطة العربية. وقالت قضماني ل «الحياة» إن اللقاء الذي جمعها وغليون مع العربي «تشاوري»، على خلفية «عدم التزام النظام منذ الأربعاء الماضي بما وعد به وزراء الخارجية العرب في خطة العمل». وأضافت: «أبدينا مخاوفنا وأكدنا أن هناك أعمالاً خطيرة تجري على الأرض وحذرنا من تسويق النظام لفكرة وجود طرفين متعادلين في الصراع». ميدانياً، أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن ثلاثة مدنيين قتلوا صباح أمس في حمص التي تشهد حركة احتجاج واسعة ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، في قصف كثيف بالمدفعية الثقيلة، فيما قتل أربعة مسلحين موالين للنظام في محافظة ادلب في اشتباكات مع فارين من الجيش، كما «عثر على جثتي شخصين في حيي الخالدية وباب الدريب... تحملان آثار تعذيب وتنكيل». وتحدث عن «أصوات انفجارات في حي كرم الزيتون». إلى ذلك، ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» أن السلطات أخلت سببيل 672 موقوفاً بينهم 553 شخصاً «تورطوا في الأحداث الاخيرة التي تشهدها سورية ولم تتلطخ أيديهم بالدماء»، لمناسبة عيد الأضحى المبارك. واتهمت دمشقواشنطن بالعمل على «إثارة الفتنة ودعم القتل والإرهاب الذي تقوم به المجموعات المسلحة»، غداة دعوة الناطقة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند السوريين إلى عدم الاستجابة لعرض وزارة الداخلية تسليم أنفسهم للحصول على عفو فوري. ونقلت «سانا» عن مسؤول في وزارة الخارجية السورية قوله أمس، إن الإدارة الأميركية «كشفت مرة أخرى عن تدخلها السافر في الشؤون الداخلية لسورية وعن سياستها الداعمة للقتل وتمويلها للمجموعات الإرهابية فيها». ودلل على ذلك بتصريح نولاند بأنها «لا تنصح أحداً من المسلحين بتسليم نفسه إلى السلطات السورية، رداً على قرار الحكومة السورية بالعفو العام عن كل من يسلم سلاحه غير المشروع إلى السلطات». وقال: «تدين الحكومة السورية هذه التصريحات اللامسؤولة التي لا يمكن تفسيرها إلا بأنها تهدف إلى إثارة الفتنة ودعم القتل والإرهاب الذي تمارسه المجموعات المسلحة بحق المواطنين السوريين».