قال مسئول سوري إن حكومة بلاده ستسحب قوات الأمن والجيش من الشوارع اليوم الأحد في إطار مبادرة جامعة الدول العربية لإنهاء العنف في البلاد. وقال عبدالفتاح عمورة، معاون وزير الخارجية السوري، في تصريحات لصحيفة "ديلي تليغراف" البريطانية نشرتها امس إن "سورية تعني ما تقول وسننفذ اتفاق جامعة الدول العربية. كل بند من بنوده. إذا ما وافقنا على شيء، فإننا نفعله". وأضاف: "نحن نعمل على تنفيذها. سنراها قريبا جدا ونأمل أن يكون ذلك قبل عيد الأضحى". وكانت دمشق قد قبلت بالخطة العربية يوم الأربعاء الماضي إلا أن حملة القمع التي يقوم بها النظام ضد المحتجين تواصلت حيث قتل أكثر من 39 شخصا خلال اليومين الماضيين. وفق ما يقول ناشطو المعارضة. وتنص الخطة العربية على الوقف الكامل للعنف وإطلاق سراح المحتجين المعتقلين وسحب قوات الأمن والجيش من المناطق المدنية والسماح لوسائل الاعلام الأجنبية بحرية دخول البلاد. يذكر أن أكثر من ثلاثة آلاف شخص بينهم 187 طفلا لقوا حتفهم خلال حملة القمع التي تقوم بها الحكومة ضد المحتجين المطالبين بالديموقراطية منذ منتصف آذار/ مارس الماضي وفق إحصاءات الأممالمتحدة. في الاطار ذاته دانت سوريا امس تصريحات المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية التي دعت المسلحين الى عدم تسليم السلاح، واعتبرت ذلك تدخلا سافرا في الشؤون الداخلية السورية. ونقلت وكالة الأنباء السورية "سانا" عن مصدر في وزارة الخارجية السورية قوله "إن الإدارة الأميركية كشفت مرة أخرى عن تدخلها السافر في الشؤون الداخلية لسورية وعن سياستها الداعمة للقتل وتمويلها للمجموعات الإرهابية". وأضاف ان "الدليل على ذلك ما جاء في تصريح الناطقة الرسمية باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند في تاريخ 4-11-2011 بأنها لا تنصح أحداً من المسلحين بتسليم نفسه إلى السلطات السورية وذلك رداً على قرار الحكومة السورية بالعفو العام عن كل من يسلم سلاحه غير المشروع إلى السلطات السورية". ودان المصدر "هذه التصريحات اللامسؤولة والتي لا يمكن تفسيرها إلا بانها تهدف إلى إثارة الفتنة ودعم القتل والإرهاب الذي تمارسه المجموعات المسلحة بحق المواطنين السوريين". وطالب المصدر "المجتمع الدولي بالوقوف في وجه هذه السياسات التي تتناقض مع أحكام القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بمكافحة الإرهاب وتمويله". وكانت نولاند نصحت المسلحين في سورية بعدم تسليم أسلحتهم إلى السلطات السورية استجابة لعرض العفو الذي أصدرته وزارة الداخلية. ميدانيا ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان ثلاثة مدنيين قتلوا صباح امس في حمص التي تشهد حركة احتجاج واسعة ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد، في قصف كثيف بالمدفعية الثقيلة. من جهة اخرى، اعلن المرصد ان اربعة مسلحين موالين للنظام قتلوا في محافظة ادلب في اشتباكات مع فارين من الجيش. وقال المرصد ان "ثلاثة اشخاص على الاقل استشهدوا صباح السبت في حي بابا عمرو اثر القصف بالرشاشات الثقيلة واطلاق الرصاص". واضاف انه في حمص ايضا، "عثر على جثماني شخصين في حيي الخالدية وباب الدريب"، موضحا ان الجثتين "تحملان آثار تعذيب وتنكيل". وتحدث عن "اصوات انفجارات في حي كرم الزيتون". من جهة اخرى، نقل المرصد عن احد ناشطيه في سراقب ان "اربعة من عناصر الشبيحة قتلوا السبت خلال اشتباكات مع مسلحين يعتقد انهم منشقون (عن الجيش)" جنوبالمدينة. وقتل 23 شخصا برصاص قوات الامن في سوريا خلال تظاهرات مناهضة لنظام الرئيس بشار الاسد في ما اطلق عليه اسم جمعة "الله اكبر على كل من طغى وتجبر". وعرضت دمشق عفوا عمن يسلم نفسه خلال اسبوع، في دعوة شكك الغرب في صحة نواياها داعيا الناشطين السوريين الى عدم تصديق نظامهم.