نعت المحكمة الخاصة بلبنان في بيان لمكتبها الاعلامي رئيسها السابق القاضي انطونيو كاسيزي الذي «توفي بسلام ليل (أول من) أمس في منزله في فلورنسا إثر صراعٍ طويل مع مرض السرطان». وجاء في بيان النعي ان القاضي كاسيزي «هو إحدى أبرز الشخصيات في مجال العدالة الدولية. وكان أول رئيس للمحكمة الخاصة بلبنان وللمحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة. وهو أيضًا صاحب مسيرة مهنية طويلة في الأوساط الأكاديمية». وقال الرئيس الحالي للمحكمة القاضي سير دايفيد باراغوانث: «إن مأساة رحيل نينو تعجز عن وصفها الكلمات. فقد كان نينو بمثابة المايسترو في نظر موظفي المحكمة. وقدراته المميزة كرجل قانون وشخصية عامة يوازيها دفؤه وإنسانيته اللذان جعلا منه صديقنا العزيز». واضاف باراغوانث: «كان القاضي كاسيزي من الأشخاص الذين شرفنا العمل معهم. ساهم في تطوير القانون الجنائي الدولي العصري ولمع في هذا المجال. وامتد عمله إلى جميع أنحاء العالم حيث خيّم الظلم. ساهم نشاطه ورؤيته وفكره وشجاعته في تغيير مواقف ومؤسسات وحياة الكثير من الأشخاص». واشار البيان الى ان «خبر رحيل القاضي كاسيزي قوبل بحزن عميق بين موظفي المحكمة. ف«نينو»، كما يعرفه الكثيرون في المحكمة، كان محط اعجاب الكثيرين كونه رئيساً بارزاً يتمتع برحابة الصدر والفكر اللامع وحسّ الفكاهة». رياشي وقال نائب رئيس المحكمة القاضي رالف رياشي: «برحيل القاضي كاسيزي، فقدت العدالة الدولية والناشطون في مجال حقوق الإنسان أحد أبرز روادهم». وأكد البيان ان القاضي رياشي «صديق عزيز وزميل للقاضي كاسيزي». وأضاف رياشي: «عزاؤنا الوحيد هو أنه ترك لعائلته وأصدقائه وزملائه وتلامذته إرثاً غنياً من الإنسانية والعلم واحترام الآخرين. وجلّ ما علمنا إياه أنه مهما عظمت إنجازاتنا، من الممكن أن نبقى متواضعين». واستقال القاضي كاسيزي كرئيس للمحكمة في 9 الجاري «لاسبابٍ صحية بعدما تولّى منصب رئيس المحكمة أكثر من سنتين (آذار- مارس 2009- تشرين الاول- أكتوبر 2011). وكان يشغل منصب قاضٍ في غرفة الاستئناف عندما توفي. وكان هذا المنصب الأخير في سلسلة من المناصب التي شغلها في المجال القانوني. ففي 2004، عّينه الأمين العام للأمم المتحدة، كوفي انان رئيسًا للجنة التحقيق الدولية لدارفور. وعيّنه في ما بعد خبيراً مستقلاً للنظر في الكفاءة القضائية للمحكمة الخاصة لسيراليون، وطوال مسيرته المهنية، عمل القاضي كاسيزي من اجل الحد من حالات القتل خارج نطاق القانون والقتل المستهدف، ولتأكيد المسؤولية الفردية عن الجرائم الدولية أمام المحاكم الوطنية والدولية». وعمل القاضي كاسيزي «أستاذًا في القانون الدولي في جامعة فلورنسا من عام 1975 حتى عام 2008. وبين عامي 1987 و1993، شغل منصب أستاذ في القانون في المعهد الجامعي الأوروبي. وكان أستاذاً زائراً في معهد «أُول سولز» التابع لجامعة أكسفورد (1979-1980). وكان عضواً في معهد القانون الدولي والرئيس الأسبق للجنة منع التعذيب التابعة للمجلس الأوروبي. واشار البيان الى ان «للقاضي كاسيزي، الذي لطالما دافع عن الحق في تقرير المصير وحقوق الإنسان، كتابات عديدة حول جميع جوانب القانون الدولي، وخصوصاً القانون الجنائي الدولي. وحائز على عدد من الأوسمة والجوائز».