قالت مصادر وثيقة الصلة بقيادة تجمع المعارضة السودانية إنها تأمل بأن يعقد اجتماع للهيئة العليا لقيادة التجمع الوطني الديموقراطي منتصف أيار مايو المقبل في عاصمة عربية وذلك للمرة الاولى منذ وقوع انقلاب الفريق عمر البشير الذي أطاح حكومة رئيس الوزراء السابق الصادق المهدي في حزيران يونيو 1989. غير أنها رجحت أنه في حال تعثر جهود استضافة دولة عربية للاجتماع أن يعقد في اريتريا التي يتخذها التجمع السوداني المعارض مقراً. وشددت مصادر قريبة من رئيس التجمع السيد محمد عثمان الميرغني الذي زار دولة الامارات العربية المتحدة بدعوة من رئيسها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان على أن قيادة المعارضة تتمسك بأنه لا بد من صدام يرغم نظام الخرطوم على تفكيك مؤسساته ويتيح اقتلاعه من الجذور. وأشارت الى أن التجمع ماض في خطته الرامية الى توحيد قدراته العسكرية للتصدي للحكومة. ورفضت الدستور الذي أقره المجلس الوطني السوداني أخيراً، وقالت: "لا معنى لايجاد محسنات القصد منها تجميل النظام وإطالة عمره". وأضافت أنها تعتقد بأن العمل على دعم النظام وتثبيته ليس في مصلحة السودان وشعبه. وسئلت المصادر عن مغزى إصرار المعارضة - خصوصاً الميرغني - على الصدام سبيلاً لاسقاط الحكومة، فأجابت: "نحن لسنا دعاة حرب، والحكومة هي التي اختارت هذا السبيل وعليها أن تتحمل تبعات اختيارها". وقالت إن اجتماع أيار سيستكمل البحث في القضايا العالقة التي لم يفرغ المؤتمر السابق للقيادة العليا من اتخاذ قرارات في شأنها، خصوصاً أنها تتعلق بالجوانب التي تحتاج الى إعادة نظر في مقررات مؤتمر القضايا المصيرية الذي عقد في اسمرا العام 1995. وذكرت أنه سيبحث أيضاً في ترتيبات الفترة الانتقالية التي يتعين أن تلي إسقاط النظام السوداني وتسبق إجراء أول انتخابات ديموقراطية منذ العام 1986. وتوقع مراقبون أن تسعى مصر الى حض المعارضة السودانية على التوصل الى حل وسط مع الخرطوم. وأشاروا الى أن مسؤولين مصريين سيجرون محادثات مع جانبي الازمة السودانية بعد عطلة عيد الاضحى المبارك، قد تشمل الرئيس السوداني والميرغني والمهدي والعقيد جون قرنق زعيم الجيش الشعبي لتحرير السودان. وجاءت هذه المعلومات وسط تنافس عربي وافريقي على التوسط بين الفرقاء في السودان. فقد أعلن أن الرئيس نيلسون مانديلا ونائبه تامبو مبيكي سيزوران جنوب السودان لتفقد أوضاع السكان هناك. فيما ستستأنف مفاوضات السلام بين الحكومة والجيش الشعبي نهاية نيسان ابريل الجاري في نيروبي تحت رعاية منظمة "ايغاد" التي تضم سبعاً من دو ل القرن الافريقي وشرق القارة. وفي الوقت نفسه يعتقد بأن دولة الامارات العربية جددت اهتمامها بالقضية السودانية من خلال دعوتها للميرغني، وتصريحات للرئيس السوداني السابق جعفر نميري دعا فيها الى تنشيط مبادرة تقدم بها الشيخ زايد العام الماضي للتقريب بين الفرقاء السودانيين. ويتوقع أن يبقى الميرغني في دولة الامارات أثناء عطلة عيد الاضحى المبارك التي من المقرر أن يلتقي فيها الجاليات السودانية في مختلف امارات الدولة.