فشل قادة المعارضة السودانية في الاتفاق على عقد اجتماع كان مقرراً في القاهرة أمس، في حين أعلن في واشنطن أن وزيرة الخارجية مادلين أولبرايت ستجتمع مع زعيم المتمردين الجنوبيين العقيد جون قرنق "وقادة المجتمع المدني السوداني" في نيروبي. وأعلنت مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون الافريقية سوزان رايس، ان الوزيرة مادلين اولبرايت تبدأ اليوم جولة على ست دول إفريقية وأن محادثاتها في نيروبي نهاية الأسبوع ستركز على الوضع في السودان ومساعي تحقيق الحل السلمي عبر وساطة الهيئة الحكومية للتنمية ايغاد. وأكدت أن أولبرايت ستلتقي قرنق وممثلين عن "المجتمع المدني السوداني" في الشمال والجنوب. وزادت أن الهدف من اجتماعات اولبرايت في نيروبي هو "اعطاء دفع جديد لوساطة ايغاد وتوصيل رسالة الى قرنق الذي يشكل نصف المعادلة في عملية السلام السودانية، تفيد ان المطلوب هو مشاركة ذات صدقية ومعنى في المفاوضات التي يرعاها وسطاء ايغاد". تفاصيل ص 5 وبرز خلاف حاد بين قادة "التجمع الوطني الديموقراطي" في شأن إجتماعهم في القاهرة الذي دعا إليه رئيس التجمع محمد عثمان الميرغني. وعلمت "الحياة" أن مساعي تبذل لتلافي المشكلة وعقد الاجتماع غدا الاثنين. وأجرى الميرغني اتصالات بهدف ضمان عقد الاجتماع غدا. وعاد رئيس الوزراء السابق زعيم حزب الامة الصادق المهدي الى القاهرة مساء امس بعد زيارة الى روما اثارت دهشة المتابعين للشأن السوداني، لكون المهدي اقترح عقد الاجتماع في القاهرة على ان يتم استكماله في كمبالا. وطلب الميرغني أمس لقاءً عاجلاً مع وزير الخارجية المصري عمرو موسى يتوقع أن يتم مساء اليوم، للبحث في تطورات الموقف في ضوء اعتذار قرنق عن عدم المشاركة وانتدابه مندوبا عنه. وعلى الصعيد المصري برزت انتقادات للانقسامات داخل المعارضة السودانية، الامر الذي سيبحث خلال اجتماع موسى والميرغني ولقاءات المسؤولين المعنيين بملف السودان مع قيادات المعارضة في القاهرة. وتبادلت أطراف المعارضة السودانية اتهامات، إذ هناك من يحمّل الميرغني مسؤولية سوء الإعداد لإجتماع هيئة القيادة، في حين رأى آخرون ان توجه المهدي الى روما على رغم علمه بموعد الاجتماع مسألة تثير تساؤلات. وكشفت مصادر مطلعة أن الامين العام ل"التجمع" مبارك الفاضل المهدي بعث برسالة الى الميرغنى، ألمح فيها الى انه لن يشارك في الاجتماع المقبل لهيئة القيادة، احتجاجا على انفراد رئيس التجمع باتخاذ القرار. وفي الوقت ذاته ابلغ القيادي في حزب الامة الدكتور عمر نور الدائم أنه لن يشارك في الاجتماع. وقالت المصادر إن "مقاطعته اللقاء ربما تكون تضامناً مع الناطق باسم القيادة العسكرية المشتركة للتجمع عبدالرحمن سعيد ورئيس قوات التحالف عبدالعزيز خالد" اللذين ابعدا من القاهرة بعد توجيه الاتهام اليهما رسمياً في الخرطوم في قضية تفجير أنبوب النفط السوداني. وكان مقرراً أن يدرس الاجتماع رد المعارضة على مذكرة سلمتها الحكومة السودانية الى وسطاء المبادرة المصرية - الليبية التي باتت مجمدة عملياً بعد تفجير انبوب النفط الشهر الماضي.