أكد زعيم المعارضة السودانية السيد محمد عثمان الميرغني ل "الوسط" أن ما يتردد عن نية حكومة الفريق عمر البشير التي تساندها الجبهة الاسلامية القومية في اعادة املاك مصادرة تمهيداً لعودة معارضين الى البلاد أمر دأبت الخرطوم على نشره كل عام، "في مسعى الى شق صفوف المعارضة والايحاء بأنها عائدة للانضمام الى النظام". وقال الميرغني إنه لم يجر اي اتصالات مع النظام، "وعلى رغم محاولاته ارسال مبعوثين، فأنا لم أقابل أحداً وموقفي واضح: لا صلح ولا تفاوض مع النظام وأنه لا بد من اقتلاعه من جذوره لأنه نظام شرير ويجب أن يذهب غير مأسوف عليه". وأشار الى التجمع الوطني الديموقراطي تنظيم المعارضة الذي يرأسه بذل مجهودات كبيرة لابلاغ دول الجوار الافريقية بأن أي حل تفاوضي للأزمة السودانية "يجب أن يشمل الفرقاء السودانيين كافة". وشدد على أن مساعي الخرطوم للانفراد بالعقيد جون قرنق قائد الجيش الشعبي لتحرير السودان، "أو أي فصيل معارض آخر لن تأتي بنتيجة لأن المشكلة لن تحل إلا في إطار جماعي، ولم تعد مشكلة الجنوب وحدها عنواناً للأزمة، إذ إن الحرب عمت البلاد من جوباجنوباً حتى قرورة في الشرق". وأوضح أن المعارضة السودانية أجرت اتصالات مكثفة إثر اعلان جنوب افريقيا بذل مساع للجمع بين قرنق والرئيس السوداني، وذكر أنه دعا سفراء دول منظمة الهيئة الحكومية للتنمية ومكافحة الجفاف ايغاد في القاهرة الى مقر اقامته وشرح لهم خطورة محاولة حل النزاع السوداني على أساس ثنائي. وأضاف أنه اتصل هاتفياً بالعقيد قرنق وناقشا ذلك، وهو ما تولى الاخير ابلاغه الى الرئيس نيلسون مانديلا. وأكد الميرغني أن التنسيق بينه وبين السيد الصادق المهدي رئيس حزب الأمة المعارض والعقيد قرنق "تام ومستمر". ورداً على سؤال عما يتردد في شأن عقبات تحول دون ذلك التنسيق سببها التنافس التقليدي بين بيتي الميرغني والمهدي اللذين يدعمان الحزبين الكبيرين في البلاد، قال إن ذلك التنافس "أضحى شأناً من شؤون الماضي". وذكر أن العلاقات بين البيتين بقيت متينة منذ الصلح الذي تم بين والده السيد على الميرغني وامام الانصار الراحل السيد عبد الرحمن المهدي بعد استقلال البلاد. وذكر الميرغني أنه طلب من الرئيس المصري حسني مبارك ضرورة قيام مصر بمساع لايجاد دور عربي في حل المشكلة السودانية، ولاحظ أن الجهود التي تبذل حالياً تقتصر على دول غربية وافريقية، مشيراً الى أن السودان يمثل "عمقاً أمنياً حقيقياً لمصر وللدول الخليجية المطلة على البحر الاحمر". وقال إن وفد التجمع الوطني الديموقراطي الذي التقى الرئيس مبارك وجد منه تفهماً عميقاً لاوضاع السودان، ولضرورة ايجاد دور عربي للمشاركة في حل النزاع الدائر هناك. وشن الميرغني الذي يرأس الحزب الاتحادي الديمقراطي - وهو أحد الحزبين الكبيرين في السودان- هجوماً حاداً على الدكتور حسن الترابي رئيس البرلمان السوداني. وقال "إن الترابي يرفض ويعادي كل شيء أكبر منه".