لم تسفر المفاوضات بين إيران والمجموعة السداسية عن نتائج تذكر، واقتصرت على مناقشة مندوبي هذه المجموعة المقترحات الإيرانية مع حكوماتهم. ولكن لماذا لم تنعقد ثمار الاجتماع؟ قبل الجواب، نشير الى تصريحات قائد الثورة في 21 آذار مارس الماضي والتي اكد فيها عدم رغبة الولاياتالمتحدة في حل القضية النووية الايرانية ورفضها الاعتراف بحق ايران في التخصيب"المدني". وتشير القرائن الى ان واشنطن بلغت طريقاً مسدوداً في معالجتها الملف النووي الايراني. فهي استندت ال? مسارين متوازيين: إبقاء هذا الملف مفتوحاً كذريعة لتشديد العقوبات"والمثابرة على رفع العقوبات لتغيير سياسة طهران وصولاً ال? قلب نظامها السياسي. لكن النتائج اظهرت تقاطع المسارين وتعارضهما. الولاياتالمتحدة لا تريد اهداء ايران نصراً من طريق الاعتراف بحقها النووي. وليست مشكلتها ? وفق جورج فريدمن - الملف النووي بمقدار ما هي انجازات طهران التي يمكن ان تكون نموذجاً يقتد? في دول الصحوة الاسلامية. وتتذرع واشنطن بهذا الملف لإرساء برنامج"الخوف من ايران"الرامي الى تسويق صفقات السلاح في المنطقة.... اما المقاطعة الاقتصادية فأخفقت في بلوغ اهدافها، ومنحت إيران فرصة التعويل على قدراتها الذاتية لتحقيق إنجازات بارزة عل? أكثر من صعيد. ولا يخفى ان الاعتراف بحقها النووي هو نصر للمقاومة الإيرانية وهزيمة للهيمنة الأميركية. وليست الادارة الاميركية في مرحلة حساب الأرباح والخسائر، بل في مرحلة البحث عن سبل حفظ ماء الوجه والخروج من هذا الطريق المسدود. وليس الخيار العسكري"المطروح عل? الطاولة"الذي يتحدث عنه اوباما سو? خدعة مفضوحة. فوفق صحيفة"نيويورك تايمز"، فرص اميركا معدومة في مثل هذا الهجوم. وقال نورمن دانيل للرئيس اوباما تعليقاً عل? برنامج هجوم اسرائيل المضحك عل? ايران نيابة عن الولاياتالمتحدة:"اذا ارسلت هذا الكلب ? اسرائيل ? لعض ايران فإنها ستعاقب صاحب الكلب". ليس أمام أميركا إلا البحث عن مخرج مناسب لحفظ ماء الوجه. وعليه، يجوز الجزم بأن نتيجة مفاوضات"آلما آتا 2"كانت لمصلحة إيران الإسلامية. * رئيس التحرير، عن"كيهان"الايرانية، 7/4/2013، إعداد محمد صالح صدقيان