دُشّنت في منطقة فوينتيس دي أندالوسيا في منطقة سيفيّا (أشبيلية) في إسبانيا، محطة «خيماسولار» للطاقة الشمسية الأولى في العالم القادرة على تأمين الكهرباء على مدار 24 ساعة. وتملك المحطة شركة «توريسول إنرجي»، المشروع المشترك بين «مصدر» مبادرة أبوظبي المتعددة الوجه للطاقة المتجددة، و «سينير» الشركة الإسبانية المتخصصة بالهندسة والإنشاءات. وافتتح المحطة ملك إسبانيا خوان كارلوس الأول والفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رسمياً. وحضر الافتتاح الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني، والشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، ووزير الطاقة محمد بن ظاعن الهاملي، رئيس جهاز الشؤون التنفيذية والرئيس التنفيذي لشركة «مبادلة للتنمية» خلدون خليفة المبارك، وسفيرة الإمارات لدى إسبانيا حصة عبدالله العتيبة، ونائب رئيس أركان القوات المسلحة اللواء الركن عيسى سيف محمد المزروعي، ووكيل ديوان ولي عهد ابوظبي محمد مبارك المزروعي، ورئيس مجلس إدارة «مصدر» أحمد الصايغ، والمدير المالي في شركة «مبادلة» كارلوس عبيد، ووزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ترينيداد هيمينيز، ووزير الصناعة والتجارة في الحكومة المركزية لإسبانيا ميغيل سيباستيان غاسكون. بعد الافتتاح، شرح ممثلون لشركات «مصدر» و «توريسول إنرجي» و «سينير»، أهمية المحطة التكنولوجية ومراحل إنشائها، ثم جال الشيخ محمد بن زايد وملك إسبانيا على مناطق من المحطة. واعتبر الرئيس التنفيذي لشركة «مصدر» سلطان أحمد الجابر، أن افتتاح «خيماسولار» يجسّد التزام الإمارات توظيف إمكاناتها وخبراتها كأحد أكبر منتجي الطاقة في العالم في سبيل تطوير هذا القطاع». وقال: «إننا من خلال «مصدر» نعمل مع الشركاء الدوليين على تطوير أحدث الابتكارات العلمية والتكنولوجية ونشرها، بما يضمن زيادة حصة الطاقة المتجددة في مزيج متنوع من مصادر الطاقة يشمل النفط والغاز والطاقة النووية السلمية والآمنة، لنساهم بذلك في ترسيخ الدور الريادي للإمارات، بأن تصبح أيضاً مركزاً عالمياً للمعرفة والخبرات في مجال الطاقة المتجددة». ولفت الجابر، إلى أن لدى الإماراتوإسبانيا «اهتماماً مشتركاً بتطوير الطاقة الشمسية، نظراً إلى تشابه عوامل المناخ، إذ توجد في اسبانيا مناطق تحظى بنصيب وفير من الإشعاع الشمسي. كما تنطلق مبادرة أبوظبي لتطوير حلول الطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة من مكانتها القوية وقدراتها الفائقة في قطاع النفط والغاز وتأتي مكمّلة لها». وأوضح أن هذه الرؤية هي التي «أوصلتنا اليوم إلى افتتاح محطة الطاقة الشمسية الأهم على مستوى العالم، من حيث تطبيق أحدث الابتكارات التكنولوجية على نطاق تجاري». وأشار إلى أن أهمية هذه المحطة «لا تقتصر فقط على كونها مشروعاً تكنولوجياً، بل هي مشروع تنمية اقتصادية واجتماعية، ونتطلع إلى العمل مع الدول الأخرى للاستفادة من الفرص التي يوفرها هذا الإنجاز الكبير». وأعلن أن أهمية هذا الإنجاز التكنولوجي تتمثل في «إمكان تزويد الشبكة بإمدادات مستقرة من الطاقة وبأسعار تنافسية». يُذكر ان شركة «توريسول» للطاقة التي تأسست مشروعاً مشتركاً بين «مصدر و «سينير» تطبق تكنولوجيا متقدمة ومبتكرة للطاقة الشمسية في هذا المشروع تعتبر سابقة، وبحقوق ملكية فكرية خاصة لاستخدام هذه الحلول على نطاق تجاري عالمي. وأكد رئيس شركة «توريسول إنرجي» إنريكه سينداغورتا، السعي إلى أن «نصبح شركة عالمية تطوّر محطة الطاقة الشمسية المركزة واستخدامها كمصدر نظيف للطاقة، كي نساهم في حماية البيئة لأجيال المستقبل». ولفت إلى أن «بدء العمل في هذه المحطة يمثل الخطوة الأولى المحورية في توجهنا». واعتبر أن افتتاح محطة «خيماسولار» المملوكة من «توريسول إنيرجي»، «لم يكن ممكناً من دون دعم «سينير» و «مصدر». وأعلن رئيس «سينير» جورج سينداغورتا، أن الشركة «خصصت خلال العقد الماضي جهوداً فكرية واقتصادية بهدف الإنشاء والتطوير التجاري لتوليد الطاقة الكهربائية الحرارية من محطة الطاقة الشمسية المركزة». وأشار إلى أن هذه الجهود «أثمرت نتائجها، إذ قدمنا ثلاث مساهمات مهمة لتطوير هذه التقنية، بدءاً بالتخزين الحراري، الذي يحسن جذرياً أداء العمل ويجعل الإنتاج ممكناً حتى بعد غروب الشمس، وزيادة فاعلية الطاقة الكهربائية الحرارية، من خلال اللواقط العاملة في درجات حرارة مرتفعة جداً، وخفض التكاليف مع التصاميم الصناعية والعمليات، وتُستخدم كل هذه الابتكارات في محطة خيماسولار». وتُعتبر «خيماسولار» المحطة الأولى التجارية في العالم التي تستخدم الملح المنصهر لتخزين الحرارة من خلال برج مركزي يتوسط حقلاً من المرايا العاكسة، ويُتوقع أن يكون لهذه المحطة تأثير كبير في مستقبل قطاع الطاقة الشمسية العالمي. ويضم موقع المحطة الممتد على مساحة 185 هكتاراً حقلاً مكوناً من 2650 مرآة تعكس أشعة الشمس إلى برج مركزي بارتفاع 140 متراً. ويتيح استخدام الملح المنصهر بدلاً من الزيت لنقل الحرارة المولدة من أشعة الشمس المركزة إلى محطة «خيماسولار»، العمل في درجات حرارة تزيد على 550 درجة مئوية، أي أعلى كثيراً من المحطات العاملة بتقنية عاكسات القطع المكافئ، وهذا بدوره يولد بخاراً عالي الضغط لتحريك التوربينات، ما يزيد في شكل كبير من كفاءة المحطة. كما يعني تخزين الحرارة بواسطة الملح المنصهر، إمكان استمرار توليد الكهرباء لمدة 15 ساعة حتى في حال غياب أشعة الشمس، ما يشكل نقلة نوعية في قطاع الطاقة الشمسية. وبدأت المحطة، المزودة بتوربين لتوليد الطاقة بقدرة 19.9 ميغاواط يتيح إنتاج نحو 110 جيغاهرتز سنوياً. وستزوّد 25 ألف منزل بالطاقة في جنوبإسبانيا لدى وصولها إلى قدرتها القصوى، ويُرجح أن تحدّ من انبعاثات 30 ألف طن من غاز ثاني أكسيد الكربون سنوياً.