يكمن أحد أسباب الأزمة الاقتصادية الإسبانية في ضعف قدرة اقتصادها على تصدير السلع ذات القيمة المضافة العالية، وهو ما يحدث في بعض أنحاء العالم أيضا، وذلك على عكس ما يحدث بالنسبة لقطاع الطاقة المتجددة الإسباني، الرائد عالميا والقادر على سد هذه الفجوة. فتشغل إسبانيا مرتبة متقدمة على قائمة كبار منتجي الطاقة الشمسية في العالم بقدرة توليد تبلغ 3200 ميجاوات، وتلي ألمانيا التي تصل قدرتها إلى نحو 3850 ميجاوات. وأفادت دراسة أصدرها مكتب «ديلويت» الاستشاري الدولي في ديسمبر عام 2009، بأن «التأثير الاقتصادي لقطاع الطاقة المتجددة في الناتج المحلي الإجمالي الإسباني بلغ نحو 12 مليار دولار في 2008». ومع ذلك، فقد أشارت مجموعة شركات «يونيسولار» Unisolar الإسبانية المتخصصة في إنتاج الطاقة الشمسية، إلى أن «القضية المعلقة» للصناعة الإسبانية هي تصدير السلع والخدمات ورأس المال، حيث تعتبر الصادرات وسيلة كفيلة بالمساعدة على التغلب على الأزمة الاقتصادية. هذا وتكتسب هذه البيانات عن إسبانيا أهمية خاصة في أوروبا، حيث مثلت مصادر الطاقة المتجددة 62 % من مصادر توليد الكهرباء في الاتحاد الأوروبي في عام 2009، مقارنة بنسبة 57 % العام السابق، وفقا لتقارير المفوضية الأوروبية في يوليو الماضي. وتسجل صناعة الطاقة الشمسية ازدهارا متواصلا، حيث تقدر الجمعية الأوروبية لقطاع صناعة الطاقة الشمسية المتخصص في تحويلها مباشرة إلى طاقة كهربائية، أن يوفر هذا المصدر المتجدد 12 % من إمدادات الاتحاد الأوروبي من الكهرباء بحلول عام 2020. وعن أنشطة صناعة الطاقة الشمسية الإسبانية، فيذكر على سبيل المثال أن كورنستيوم «مصدر» في أبو ظبي اختار شركة Abengoa Solar الإسبانية للطاقة الشمسية، جنبا إلى جنب مع «توتال» الفرنسية، لبناء وتشغيل أكبر محطة للطاقة الشمسية في الشرق الأوسط. كما شكلت شركة «سينير» مع «مصدر» مشروعا مشتركا يسمى «توريسول انيرجي» لبناء وتشغيل محطات توليد الكهرباء في مختلف أنحاء العالم. هذا ولقد شرحت شركة «يونيسولار» ومقرها في مدريد، أنها تركز الآن على أمريكا اللاتينية، حيث يتوفر الطلب على «التمويل والمعرفة والخبرة في مجال التشريعات واللوائح» في ميدان إنتاج الطاقة الشمسية. وتصدر الشركة بالفعل إلى تشيلي وبدأت مباحثات في كولومبيا وجواتيمالا. وتبيع التقنيات والمعدات المتخصصة والمكونات والنظم الفنية. كما قفزت الشركة إلى عناوين الصحف بعد أن اعتمد الرئيس الأمريكي باراك أوباما ضمانا فيدراليا بمبلغ 1.450 مليون دولار لتولي الشركة بناء محطة لتوليد الطاقة الشمسية الحرارية في ولاية أريزونا. وعلى الرغم من ذلك، فلا يزال وزن أمريكا اللاتينية يعتبر هامشيا نسبيا بالنسبة لصناعة الطاقة الشمسية الإسبانية التي صدرت في العام الماضي 75 % من إنتاجها خاصة إلى ألمانيا، وفقا لتوماس كريج دياز، مدير الاتصالات والعلاقات الخارجية لاتحاد صناعة الطاقة الشمسية الذي يضم 474 شركات متخصصة في هذا القطاع. يذكر أن مصادر الطاقة المتجددة في أمريكا اللاتينية تمثل 29 % من مجموع إمدادات الطاقة الأولية، مقارنة بنسبة مصادر الطاقة المتجددة في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية التي تبلغ 5.7 %، وفقا لتقرير صادر عن معهد الشبكة العالمية للطاقة في ديسمبر 2009. لكن وكالة الطاقة الدولية تفيد بأن وضع أمريكا اللاتينية «ليس جيدا كما يبدو، حيث تكاد مصادر الطاقة المائية والوقود الحيوي تهيمن تماما على قطاع الطاقة المتجددة في أمريكا اللاتينية» .