دعا الرئيس العراقي جلال طالباني السبت في انقرة المستثمرين الاتراك الى الاستثمار بكثافة في العراق، وتعهد، مع نظيره التركي عبدالله غل، باتخاذ اجراءات ضد متمردي"حزب العمال الكردستاني"بعد الحملة العسكرية التركية الشهر الماضي التي أثارت توتراً بين البلدين. وقال طالباني، امام عدد من رجال الاعمال الاتراك في اليوم الثاني والأخير من زيارته لتركيا أمس، ان"الهدف الاساسي لزيارتنا هو اقامة علاقات استراتيجية ودائمة مع تركيا في كل المجالات الاقتصادية والتجارية والنفطية والسياسية والثقافية وكل شيء". وأضاف:"بإمكاني ان اؤكد لكم انكم تحظون بكل اشكال المساعدة في العراق، سواء في كردستان او الجنوب او بغداد". وقال الرئيس العراقي"نحن حريصون على جلب اصدقائنا الاتراك للعراق لأسباب عدة تخدم المصلحة المشتركة. فالشعب العراقي ينظر الى الشعب التركي كشعب وبلد شقيق". من جهة اخرى، أكد طالباني ان اقتصاد العراق يحرز"تقدما"مشيرا الى ان وزير المال"لديه اكثر من 25 بليون دولار من الاستثمارات والمشاريع الاستراتيجية". ويرافق طالباني في زيارته وزراء المال والنفط والموارد المائية والامن الوطني والصناعة. وجاءت زيارة طالباني لأنقرة، وهي الاولى بصفته رئيساً، بعد أسبوع واحد من إنهاء الجيش التركي هجوماً برياً كبيراً ضد عناصر"حزب العمال"المتحصنين في شمال العراق استمر أسبوعاً، الأمر الذي أثار توتراً في العلاقات بين البلدين. وتهدف هذه الزيارة لإزالة بعض التوتر الذي شاب العلاقات بين البلدين بسبب قضية"حزب العمال"وخشية أنقرة من سعي الاكراد في شمال العراق لإقامة دولة خاصة بهم. وعقد الرئيسان العراقي والتركي مؤتمراً صحافياً مشتركاً تعهدا فيه باتخاذ اجراءات ضد المتمردين في"حزب العمال"بعد الحملة العسكرية التركية التي اثارت توترا بين البلدين. وحاول الرئيسان في كلمتيهما اللتين سبقتا الاجابة على اسئلة الصحافيين، تجنب الرد على السؤال الحساس عن العملية العسكرية للجيش التركي في شمال العراق التي جرت بين 21 و29 شباط فبراير الماضي. واكتفى غل بالقول ان العراق المستهدف بدوره بالارهاب، في موقع جيد جدا كي"يتفهم"مكافحة تركيا لمتمردي"حزب العمال". من جهته اشار طالباني الى ان الدستور العراقي لا يسمح بأن تقيم على الاراضي العراقية منظمات يمكن ان تزعج الدول المجاورة. واضاف:"نحن طبعا ضد منظمة تشن هجمات على بلد مجاور ولن نسمح بهذا ابدا"، وأوضح:"طلبنا من الادارة الكردية ان تمارس ضغوطاً على وحدات حزب العمال الكردستاني لإلقاء اسلحته او مغادرة المنطقة". وقال ان محادثات ستجرى بشأن توسيع نطاق التعاون الامني بين البلدين. وردا على سؤال عما اذا كانت تركيا تنوي بذل جهود سياسية مع"حزب العمال"اجاب الرئيس التركي انه"ليس واردا مطلقا التسامح مع منظمة ضالعة في الارهاب"، داعيا المتمردين الى القاء سلاحهم. وقال غل"قبل كل شيء، يجب على كل من يحمل سلاحا بطريقة غير شرعية وينفذ اعتداءات ارهابية ان يتخلى عنه. ولن تقبل اي دولة بوجود جماعة ارهابية على اراضيها". وترى تركيا في زيارة طالباني فرصة ل"طي صفحة"في العلاقات الثنائية التي تأثرت بتصريحات القادة الاتراك بشأن تساهل، وحتى دعم اكراد العراق لممارسات اكراد تركيا. وقال الموفد التركي الخاص الى العراق مراد اوجيليك لمحطة"ان تي في"التلفزيونية ان العملية كانت"رسالة توضح مدى تصميمنا على منع العمال الكردستاني من اتخاذ شمال العراق ملاذا آمنا". واضاف ان الحكومة العراقية اقرت بالتهديد الذي يشكله وجود حزب العمال بالنسبة لتركيا و"هذا يعطينا فرصة للعودة الى الديبلوماسية". وانتقدت بغداد العملية العسكرية للجيش التركي في شمال العراق، بوصفها انتهاكا لسيادتها الوطنية. وحضت الولاياتالمتحدةأنقرة على ان تكون الحملة قصيرة المدة ومحددة الاهداف، كما انتقدت أنقرة من جهتها بشدة فشل بغداد في اتخاذ اجراءات ضد عناصر"حزب العمال"الذين يستخدمون منطقة جبلية نائية في شمال العراق قاعدة يشنون منها هجمات على أهداف داخل تركيا.