قال مسؤول في القصر الرئاسي التركي ان"الرئيس العراقي جلال طالباني سيبدأ بعد غد الجمعة زيارة رسمية لأنقرة تستمر ثلاثة أيام"هي الأولى له الى العاصمة التركية رئيساً للدولة. وتأتي الزيارة بعد اسبوع من انسحاب القوات التركية من شمال العراق حيث شنت هجوما بريا على مدى ثمانية ايام ضد متمردي"حزب العمال الكردستاني"الذين يستخدمون المنطقة الجبلية قاعدة لشن هجمات على تركيا. وأدت العملية البرية الى توتر في العلاقات بين أنقرةوبغداد التي تخيم عليها منذ فترة طويلة اتهامات تركية بأن العراق لا يبذل ما يكفي للتعامل مع متمردي"حزب العمال"الذي يعملون على أراضيه. كما تخشى أنقرة من أن يكون الاكراد العراقيون يخططون لاقامة دولة كردية خاصة بهم، وهي خطوة قد تشعل من جديد النزعة الانفصالية لدى أكراد تركيا. وكان الرئيس التركي السابق أحمد نجدت سيزر رفض دعوة طالباني، وهو كردي، لزيارة أنقرة بسبب هذه المخاوف على رغم العلاقات الاقتصادية والتجارية المزدهرة بين الطرفين. ولكن الرئيس التركي الحالي عبدالله غل، الذي كان يشغل منصب وزير الخارجية، حريص على تعزيز المصالح التركية في الشرق الاوسط والمساعدة على موازنة النفوذ الايراني المتزايد في العراق. واستضاف طالباني الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد في محادثات تاريخية في بغداد الأحد والاثنين، فيما استغل نجاد الزيارة لمطالبة الولاياتالمتحدة بالانسحاب من العراق والمنطقة. وقدمت واشنطن معلومات استخبارية عسكرية للقوات التركية أثناء هجومها البري في شمال العراق. وسحبت تركيا، وهي حليفة للولايات المتحدة في حلف شمال الاطلسي، قواتها من شمال العراق بعد يوم من مطالبة الرئيس جورج بوش أنقرة بجعل الهجوم البري قصيراً.