دعا الرئيس العراقي جلال طالباني في مقابلة نشرتها صحيفة تركية أمس إلى «عفو شامل» عن المتمردين الأكراد في تركيا لوقف اعمال العنف في جنوب شرق الأناضول حيث الاغلبية من الأكراد. وصرح طالباني لصحيفة «ذي نيو اناتوليان» التي تصدر باللغة الانكليزية «يمكن استدراج حزب العمال الكردستاني اذا صدر عفو شامل في تركيا لكن يستحيل تسوية القضية باستخدام العنف». وبعد التاكيد على ان الجيش العراقي لا يستطيع حاليا التصدي لمتمردي حزب العمال الكردستاني اللاجئين إلى شمال العراق اعتبر طالباني انه «اذا تعرض حزب العمال الكردستاني إلى قمع كبير فقد يلجا إلى التعاون مع ارهابيي العراق مثل تنظيم القاعدة وانصار الاسلام او ابو مصعب الزرقاوي مما قد يزيد في تعقيد الامور». والح رئيس الدولة العراقية على مزيد من التعاون بين انقرة والحكومة العراقية وابرز الحركات الكردية العراقية بشان حزب العمال الكردستاني. وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان حذر الاسبوع الماضي من ان صبر بلاده قد ينفد داعيا الولاياتالمتحدة والعراق للسيطرة على المتمردين الأكراد الذين يتخذون من شمال العراق قاعدة خلفية لمهاجمة تركيا. وهددت انقرة مرارا بشن غارات على مواقع عناصر حزب العمال الكردستاني الذين لجأوا إلى شمال العراق منذ 1989 لقمعهم. وقد ادرجت الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي حزب العمال الكردستاني على لائحة الحركات الارهابية. وعاد عناصر الكردستاني إلى التسلل إلى الأراضي التركية بعد ان تخلوا في حزيران/يونيو 2004 عن وقف اطلاق النار الاحادي الجانب الذي اعلنه الحزب قبل خمس سنوات. واستأنف حزب العمال الكردستاني اعمال العنف منذ الربيع الماضي في جنوب شرق تركيا. وفي خطوة اثارت غضب انقرة رفضت واشنطن اتخاذ اجراءات عسكرية ضد الكردستاني في العراق متذرعة بالاستقرار النسبي في هذه المنطقة. واصدرت انقرة مرارا عفوا جزئيا عن الناشطين الأكراد مستثنية قيادييهم. ومنذ 1984 تاريخ اندلاع تمرد الحزب الكردستاني اوقع النزاع بين الأكراد والحكومة التركية 37 الف قتيل.