نشارك الأميركيين على ضفة الهادئ الأخرى حماستهم لانتخاب الرئيس الديموقراطي باراك أوباما رئيساً للولايات المتحدة. ونأمل بأن ينتشل أميركا من مستنقع الأزمة المالية، وأن يحرك عجلة اكبر اقتصاد في العالم. ويخدم اقتصاد أميركي قوي مصالح الصين وغيرها من الدول التي تربطها بالولايات المتحدة علاقات تجارية. ونسعى الى تعزيز علاقات التعاون بأميركا الجديدة. ومثل هذه العلاقات تسهم في نجاح الأممالمتحدة في حل عدد من النزاعات، وتحافظ على البيئة من طريق تطوير طاقة"نظيفة". وثمة عاملان وراء فوز أوباما، الأزمة المالية وانهيار النظام المصرفي الأميركي، ومعارضة أوباما الحرب على العراق منذ 2003. والحق أن انخفاض قيمة الأجور الأميركية، وإغلاق المصانع، وارتفاع معدلات البطالة خلفت آثاراً سلبية كبيرة في أميركا والصين، وفي قارات أخرى. وشأن استثمار واشنطن الأموال في تجديد البنية التحتية الأميركية ودعم شركات أعمال متوسطة ان يوفر فرص عمل جديدة، ويحول دون انهيار الاقتصاد. ونرجو أن تكون أميركا من أنصار السلام العالمي، وان تتفادى تأجيج الخلافات والنزاعات. وفي وسعها توسل المفاوضات الى حل مشكلات شائكة، على غرار مشكلتي ملف ايران وملف كوريا الشمالية النوويين. ولا شك في ان العلاقات الصينية - الأميركية هي أهم العلاقات الثنائية الدولية. ففي الأعوام الأخيرة، توطدت العلاقات بين البلدين. وأغلب الظن أن يرتفع الطلب في السوق النامية بالصين، وعدد سكانها نحو 1،3 بليون نسمة، على السلع الأميركية. وحركة الطلب هذه توفر فرص عمل بأميركا. ومع تطور الصناعات الصينية، ينتقل الطلب على اليد العاملة الرخيصة الى بلدان أخرى، ما يسهم في تقويم التوازن التجاري بين الاقتصادين الأميركي والصيني الكبيرين. ويأمل الصينيون بأن يلعب الرئيس أوباما دوراً بناء في مد جسور الصداقة والتعاون بين الصين وتايوان. عن افتتاحية"تشاينا دايلي"الصينية، 6 / 11 / 2008 نشرت في عدد 16658 ت.م: 2008-11-12 ص: 28 ط: الرياض