شنغهاي، بكين - رويترز، أ ف ب - وصف الرئيس الأميركي باراك أوباما تنظيم «القاعدة» بأنه أكبر خطر على الأمن الأميركي. وقال أوباما أمام طلبة صينيين في شنغهاي في مستهل زيارته الصين امس: «ما زلت أعتقد أن أكبر تهديد لأمن الولاياتالمتحدة ينبع من الشبكات الإرهابية مثل القاعدة». وأضاف ان «القاعدة عبرت الآن حدود أفغانستان وهي توجد في باكستان لكن ما زالت لديها شبكات مع منظمات متطرفة أخرى في تلك المنطقة وأعتقد أن من المهم بالنسبة لنا أن نعمل على إشاعة الاستقرار في أفغانستان». ودعا الرئيس الاميركي خلال تصريحاته في شنغهاي (شرق الصين) الى حرية التعبير والدين والإعلام بما في ذلك الانترنت. الى ذلك، أشاد الرئيس الاميركي بتراجع حدة التوتر بين الصين وتايوان، مجدداً دعمه سياسة «صين واحدة». وبعد شنغهاي، انتقل اوباما الى بكين حيث أجرى محادثات مع كبار المسؤولين الصينيين. وكان في استقبال اوباما لدى وصوله الى بكين نائب الرئيس الصيني تشي جينبنغ الذي يعتبر الخليفة المحتمل للرئيس الصيني هو جينتاو. ثم عقد اوباما لقاء مع الرئيس الصيني تلاه عشاء. ويقوم اوباما بزيارته الأولى للصين في إطار جولته الأسيوية. وتناولت محادثاته في بكين الملفات الكبرى المعقدة وفي بعض الأحيان التي تثير الخلاف بين البلدين مثل المناخ قبل مؤتمر كوبنهاغن والخلافات التجارية وسعر صرف اليوان وانتشار الأسلحة النووية في كوريا الشمالية وملف ايران وحتى حقوق الانسان. لكن الرئيس الاميركي تطرق في شنغهاي الى مسالة حقوق الانسان رداً على اسئلة طلاب. ولم يبث خطاب اوباما التلفزيون الوطني، بل تلفزيون شنغهاي وحده، ما يخالف البروتوكول الصيني. واكتفى موقع وكالة انباء الصين الجديدة الرسمية على الانترنت ببث عرض مقتضب، لكن من دون رقابة كما يبدو، وهو ما لم تقم به المواقع الصينية الاخرى. وقال اوباما ان «حرية التعبير والمعتقد والإعلام هي، كما نعتقد، حقوق عالمية». وأضاف ان هذه الحقوق «يجب ان تكون في متناول الجميع بما يشمل الإقليات الإثنية والدينية، سواء أكانوا في الولاياتالمتحدة ام في الصين ام في اية دولة اخرى». لكنه لم يأت على ذكر التيبت او اقليم شينغيانغ حيث وقعت اضطرابات دامية في 2008 وتموز (يوليو) الماضي، الموضوعين اللذين يعتبران حساسين للمسؤولين الصينيين. وقبل زيارته عبّر بعض المراقبين او المنظمات عن خشيتهم من ان يضحي اوباما بمسألة الدفاع عن حقوق الانسان على حساب الملفات الكبرى مثل التغير المناخي او التصدي للأزمة الاقتصادية. ودعا الرئيس الاميركي ايضاً الى انترنت من دون رقابة، فيما تبقي الصين على رقابة قصوى على الشبكة وتخضع للحظر موقعي «تويتر» و «فيسبوك» على مدى اشهر. وقال الرئيس الاميركي: «كنت على الدوام من اشد مناصري الانترنت وانا اؤيد بقوة عدم فرض رقابة»، وذلك رداً على سؤال من احد مستخدمي الشبكة. ووجه اوباما الذي وصل في وقت متأخر الاحد الى شنغهاي التي تمثل النمو الصيني الكبير، ضمن زيارة الى الصين تستمر اربعة ايام، تحية ايضاً الى الصين «العظيمة». وقال: «ليس على الصين والولاياتالمتحدة ان تكونا خصمين»، مشيراً الى العلاقات الثنائية الجيدة التي يمكن ان تجلب «الازدهار والسلام الى العالم». وسبق ان شدد اوباما في خطاب ألقاه في طوكيو على انه يريد ان يثبت في بكين ان واشنطن ليست منافسة للصين وانما شريكة لها. وأحيطت زيارة الرئيس الاميركي بإجراءات امنية مشددة وأغلق الحي في وسط بكين الذي سيمضي فيه ليلتين. وتم شل حركة السير فور وصوله. لكن العديد من الصينيين حاولوا رؤية الرئيس الاميركي الذي يحظى بشعبية كبرى في الصين لا سيما في صفوف الشبان. وتعتبر زيارة الصين المحطة الأهم في جولة اوباما الاسيوية التي تستمر اسبوعاً، وسبق ان قادته الى طوكيو وسنغافورة (قمة منتدى آسيا - المحيط الهادئ) وشنغهاي على ان يختتمها في سيول.