عاد برنامج"ليل يا عين"الذي تبثه قناة"ال بي سي"ليطل علينا بأوقاته الجميلة من جديد بعد توقف لم يكن في محله، لما يحظى به البرنامج من شعبية جماهيرية واسعة. اطل علينا البرنامج بإيقاعه الموسيقي العذب وفقراته الممتعة وهي تتلون بين غناء ورقص وتمثيل وتقليد. ولم يتغير فيه سوى مقدم البرنامج طوني ابو جودة الذي سحر الألباب وشريكته في التقديم ماريانا. إذ بدا هذه المرة اكبر عمراً مما تركناه عليه قبل سنوات عندما أعلن مقدمو البرنامج توقف بثه. غير ان كارلا زوجة طوني وشريكته الجديدة في التقديم، بدت سيطرتها واضحة على سير دفة الحلقة الاولى من البرنامج على رغم الفراغ الذي تركته ماريانا في البرنامج وفي قلوب محبيها من المشاهدين، وعلى رغم خفة الدم التي ليست بغريبة على طوني وهو يظهر في حلقته الاولى. عرضت الكاميرا جولتها عبر مقدمة البرنامج وهي تنقل آراء المشاهدين فيه، وبدا طوني المستحوذ الاكبر على ذائقة المشاهدين، وغابت ماريانا مغدورة عن الذكر، على رغم انها كانت اعطت البرنامج نكهة خاصة لا يمكن ان تنسى او تهمل. فهل كان ذلك بسبب مجتمعاتنا الرجولية التي يصعب فيها الاعتراف بدور المرأة اياً كان موقعها؟ عندما تثبت البرامج التلفزيونية نجاحها تمسي ملك جمهورها، وليس ملك الشاشة التي تبثها او الجهة التي تمولها. وعلى بقية الاطراف الاذعان لصوت الجمهور. وليس من السهولة ايجاد الجيد لتقديمه وسط الزخم الهائل من البرامج على رغم حرص الكثيرين على فعل ذلك. الاصعب هو الحفاظ على الجيد الذي اثبت جدارته. كثيرة هي البرامج التي تلتقطها صحوننا الفضائية وقليل منها من يبقى في البال وتختصر من اجله الاوقات للتفرغ له، ويا"ليل يا عين"احد تلك البرامج. على مدى ثلاث سنوات، هي عمر البرنامج في دورته الاولى، كان يعرض بشكل مستمر ومنظم ولم يخذل جمهوره يوماً، كما لم تنقص حماسة معدّيه ومقدميه وكل فريق العمل فيه بل كانت كل حلقة تتفوق على سابقاتها وفي هذا ما فيه احترام لمسؤولية المشاهد ومراعاة ذائقته الفنية. الحلقة الاخيرة من الدورة الاولى للبرنامج عرضت مقتطفات من الحلقات المميزة بدا فيها طوني وماريانا في استوديو خال من غيرهما، لكن اية حلقة لم تكن مميزة؟ جيد ان تعود البرامج التي اثبتت حضورها وفعالياتها لتصول وتجول في ساحة بدت الكثرة فيها تخلق حالة من الفوضى اضاعت الجيد من البرامج.