يَعمَل برنامج "سي بي أم" CBM، ويقصد به Comedy Bel Makloub "كوميديا بالمقلوب"، على أن يكون من أكبر البرامج الكوميدية في المنطقة العربية. عرضت الحلقة الأولى منه الثلثاء 18 آذار مارس. يتولى التمثيل فيه مجموعة من الكوميديين مثل طوني أبو جودة وطارق تميم ووسام صبّاغ من لبنان" الى جانب كوميديين من سورية وفلسطين ومصر والأردن والسعودية ويخرجه اللبناني وليد ناصيف. معظم فقرات البرنامج يصوّر في الأستديو في ال"بيروت هول"، وبشكل حيّ أمام جمهور المشاهدين. وهو يتناول المشكلات اليومية والأحداث السياسية والعالم من حولنا بأسلوب ناقد ساخر ومضحك. لمعرفة المزيد من التفاصيل عن البرنامج الجديد، كان هذا الحوار مع الممثل طوني ابو جودة: متى ولدت فكرة البرنامج؟ - عندما تركت برنامج "يا ليل يا عين" الذي كان يعرض على ال"آل بي سي" انتقلت الى "ام بي سي"، وخلال شهر رمضان في تشرين الأول اكتوبر قدمت برنامجاً كوميدياً من نصف ساعة هو "الدور على مين" داخل الأستوديو مختلفاً عن برنامج cbm وكان يتخللهstand up comedy . وكان يعمل في البرنامج الى جانبي وسام صباغ وممثلة مصريّة وممثل كويتي وآخر أردني. ولكن فكرة برنامج cbm لم تكن لي، وإنما لمنتجين في محطة الmbc هما عبد الفتاح وسمر عقروق. وبدأنا بالتحضير له منذ شهرين تقريباً. كيف اختير اسم البرنامج؟ وماذا عن محتواه؟ - يوسف ديب مدير البرنامج اختار تسميته "سي بي ام" CBM Comedy Bel makloub، وهي أيضاً كما يُلاحظ مباشرة انها عبارة عن أحرف محطة "ام بي سي" مقلوبة بإطار ال"تنكيت". ويتضمن البرنامج: اسكتشات حيّة أمام الجمهور، مقابلة مع ضيف الحلقة الى جانب اسكتشات معه. فضلاً عن فقرة أخبار وأغنية مؤداة بشكل كاريكاتوري، محوّرة الكلمات. الممثلون في البرنامج من جنسيات عربية مختلفة، كيف تتعاملون مع بعضكم وهل تعترضكم أية صعوبات في العمل سوياً؟ - المشكلات قليلة، فهناك فارق اللهجات على رغم أننا جميعنا نتحدث اللغة العربية. واختلاف اللهجات يُصعّب الأمور نوعاً ما" فنوعية الكلمات معانيها مغايرة من بلد لآخر. ونحن نحاول بقدر الإمكان استعمال "اللهجة البيضاء" كما يقول المطربون ممازحاً، أي لغة مفهومة من أكثرية البلدان العربية. والأهمّ بالنسبة الينا أن يبقى كلّ منا على لهجته. فأنا لا أحاول أن أتحدث اللهجة المصرية أوأُلزم الآخرين بتحدث اللهجة اللبنانية" الاّ في حال خدم ذلك "الاسكتش" أو إذا كان المطلوب منا تناول مسلسل مصري بطريقة كاريكاتورية أو تقليد مطرب مصري مثلاً. ماذا يضيف هذا البرنامج برأيك، الى البرامج الكوميدية المطروحة على شاشاتنا المحلّية والعربية؟ - بصراحة، البرنامج برمته جديد بالنسبة الى العالم العربي. في لبنان لدينا فكرة وخبرة في هذا النوع من البرامج. فمنذ 1993 الى اليوم شهدت شاشاتنا المحلية، الMTV أو الLBC أو "المستقبل" برنامجين على الأقل من النوع الكوميدي. في حين أن هذا النوع من البرامج نادر جداً في العالم العربي، بخاصة أنها المرّة الأولى التي تعطى فيها هذا المساحة من الحريّة على شاشة عربية. ويتضمن البرنامج نقداً للمواضيع السياسية العالمية. ومنها موضوع الحرب على العراق في الحلقة الأولى. وتجدر الإشارة الى أنه من أضخم البرامج الكوميدية الى اليوم، من ناحية الإنتاج والاستوديو وفريق العمل. فضلاً عن استقبال ممثل أو مغن في كل حلقة. وهذا الأسلوب قريب نوعاً ما من مفهوم البرنامج الأميركي الكوميدي saturday night live. وهذا ليس بجديد فحسب على الصعيد العربي وإنما أيضاً على المستوى اللبناني. إضافة الى فرقة موسيقية تعزف فقرات البرنامج وتواكبها بقيادة عبّود السعد، وهي من أهم فرق الجاز في لبنان. الى أي مدى تشعر بأن هناك تشابه بين برنامج CBM وsaturday night live الأميركي، وهل ترى أن هناك صعوبة في التوصل الى هذا المستوى الكوميدي؟ - بداية، هامش الحريّة أكبر لديهم مقارنة بوضعنا في لبنان أو في البلدان العربية. الحرية لديهم مطلقة، ويتكلمون في المواضيع كافة ولا رقابة تحدّ من انتقاداتهم، وإن حدث ذلك ففي شكل بسيط جداً. بالنسبة الى تجربتك الكوميدية، كيف تقوّمها علماً أنك بدأتها مع فريق ال"أس أل شي" على شاشة الMTV عام 1996، ومن ثم انتقلت الى برنامج "منع في لبنان" الكوميدي على الLBC، الى جانب أدوارك المتنوعة في مسرحيات كوميدية؟ وهل أنت متخوف من هذه التجربة الجديدة؟ - صراحة لست خائفاً من هذه التجربة الجديدة، لأن لدي قاعدة متينة في المجال الكوميدي. وقد استفدت من كل التجارب السابقة، التلفزيونية والمسرحية. وبالنسبة الى تجربتي التلفزيونية في الكوميديا، وإذا سمحت لنفسي بأن أقوّم أدائي في ال"أس أل شي" وبرنامج "منع في لبنان" فأعتبره كان جيداً في البرنامجين. وربما أخذت حقّي كممثل كوميدي أكثر في "منع في لبنان"، إذ كانت لدي أدوار كثيرة في هذا البرنامج، وكان ربما مناسباً لشخصيتي ولإمكاناتي الكوميدية أكثر، لأنه احتوى حيزاً مهماً من تقليد الشخصيات، وعلى مواضيع سياسية في حين اقتصرت مواضيع ال"أس أل شي" على الإجتماعي. ولكنني أعتبرهما من أجمل البرامج الكوميدية في لبنان. وأفتخر بأنني شاركت فيهما. ما كان شعورك عندما أقفلت الMTV وتوقف برنامج ال"أس أل شي"؟ - قبل أن تقفل محطة الMTV كان هناك حديث عن عودتي الى فريق ال"أس أل شي" وكانت ستتم النقلة، وقد تفاجأت عندما سمعت بإقفالها. كنّا سنعمل على تجديده ككل وإطلاقه بقوة أكبر. ولكن للأسف حال الإقفال دون ذلك. كانت لك تجربة في تقديم البرامج، وتحديداً في برنامج "يا ليل يا عين"، هل تعتقد بأنك ناجح أكثر كمقدّم أم ككوميدي؟ - أعتقد بأنني نجحت في تقديم البرنامج وقد استخدمت الكوميديا لإحياء البرنامج عبر التقديم. ولا أعتبر نفسي مقدماً عادياً. أفضلّ أن أبرع في مجال لأتمكن من تقديمه الى الناس. وطالما أنني برعت في الكوميديا والتمثيل والغناء واستعمال مواهبي، أفضل استخدام هذه الصفات لدي على أن أكون مجرد مقدّم. وقد عرض علي تقديم برامج مهمّة ولكنني لم أقبل، وفضلت برنامجCBM على هذه العروض، لأنني لا أريد أن أنطبع بصفة مقدّم. ويزعجني عندما يكتبون في إحدى المجلات: المذيع طوني أبو جودة أو الإعلامي. نلاحظ احترافك الكوميديا، فموهبتك واضحة، لكن الى اين وصلت في الدراسة الأكاديمية؟ - أنا حائز ديبلوم في الفنون التشكيلية من جامعة "الألبا". وأرسم الرسوم المتحركة "الكارتونز" وأحضّر لمعرض في فصل الصيف إذا سمحت الظروف. ولكنني حالياً أركّز بشكل أكبر على برنامج CBM. هل تشارك في كتابة النصوص والشخصيات في البرنامج؟ - لدينا فريق من الكتّاب من سورية ولبنان ومصر. وأشارك في الكتابة، ككتابة كلمات مغايرة على أنغام أغنية معروفة، كما فعلت مع أغنية كاظم الساهر في الحلقة الأولى. ويساعدني شاب اسمه بسام شرقاوي في الكتابة. وإذا صادف أن كان لدي فكرة ما أطرحها على الفريق، ولكن في شكل عام فريق الكتّاب هو الذي يهتمّ بالموضوع عموماً.