رفضت ايران التجاوب مع طلب الغرب تقديم ردها على عرض الحوافز قبل قمة الدول الصناعية الثماني الكبرى في سان بطرسبورغ منتصف الشهر الجاري، وتمسكت بالموعد الذي حددته لذلك في 22 آب اغسطس المقبل. راجع ص7 وجاء هذا الاعلان على لسان مسؤول ايراني في بروكسيل حيث التقى ليل امس، الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا مع كبير المفاوضين النوويين الايرانيين علي لاريجاني، على عشاء عمل وصف بأنه"بروتوكولي"ويمهد لاجتماع الرجلين في حضور ممثلين عن الترويكا الاوروبية وروسيا الثلثاء المقبل. واعتبرت طهران لقاء الثلثاء، فرصة لطرح تساؤلاتها عن العرض الغربي، وتوضيح جوانب غامضة فيه، لكنها شددت على عدم جاهزيتها لإعطاء رد في هذه المرحلة، متجاهلة تحذيرات واشنطن وآخرها من وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس التي نبهت الإيرانيين الى ان"المماطلة لا تجدي نفعاً". وعلى رغم الموقف الايراني، قررت الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن والمانيا المضي قدماً في اجتماعها المقرر في باريس في 12 الشهر الجاري، لتقويم الموقف الايراني. وقال الناطق باسم الخارجية الاميركية شون ماكورماك ان رايس اجرت مداولات في هذا الشأن مع نظرائها في الدول المعنية وسولانا، في اتصالات عبر دوائر تلفزيونية مغلقة مساء اول من امس. وفي محاولة لايجاد حل وسط بين المواقف المتناقضة، تمنى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على طهران اعطاء رد"أسرع"على العرض الغربي، لكنه عارض في الوقت ذاته الحديث عن فرض عقوبات على طهران، اذا لم تلتزم بالمهلة الاميركية. وقال الرئيس الروسي:"نود ان يكون الرد أسرع، ويتعين ان تكون المحادثات التي ستبدأ على أساس تلك الاقتراحات الواردة في العرض بناءة". واعترف بأن"الانتظار الى ما لا نهاية أمر غير بناء، لكن سيكون غير بناء اكثر، أن نقود هذه المشكلة الى طريق مسدود، لذا لن أتحدث عن العقوبات في هذه اللحظة". البرادعي في غضون ذلك، أكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي انه"متفائل جداً"بحل ديبلوماسي للأزمة النووية الايرانية. واعتبر في حديث الى محطة"ان تي في"التلفزيونية التركية امس، ان"لا خيار آخر سوى النهج الديبلوماسي"، وشدد على ان"الحل العسكري ليس خياراً". وأوضح البرادعي في مستهل زيارته لتركيا حيث يطلع على خططها لبناء مفاعلات نووية للطاقة، ان العرض المقدم الى طهران"يتضمن وفق زملائنا الايرانيين نقاطاً ايجابية جداً، اضافة الى امور مبهمة يمكن تجاوزها عبر المفاوضات". وقال رداً على سؤال ان ايران ستحتاج الى ما بين خمس وعشر سنين لامتلاك سلاح نووي"اذا ارادت بلوغ هذه المرحلة". وزاد:"لا نعتبر ايران بلداً يستطيع ان ينتج سلاحاً نووياً في وقت وشيك، ولهذا السبب اعتقد انه لا يزال امامنا وقت كافٍ للديبلوماسية". سولانا - لاريجاني وأجرى سولانا ولاريجاني محادثات حول مائدة عشاء هي الاولى بينهما منذ زيارة المسؤول الاوروبي طهران في السادس من الشهر الماضي، لتسليم تفاصيل العرض الغربي. ووصفت مصادر مطلعة اللقاء بأنه"بروتوكولي لأنه اتخذ طابع تبادل وجهات النظر والحرص على اهمية استمرار الحوار". ونقلت المصادر عن سولانا"تشديده على ان تقدم ايران رداً كافياً في وقت قريب، يمهد للنقاشات الصعبة التي ستجرى بين الدول الست في باريس وزعماء الدول الثماني في سان بطرسبورغ". وكان من المقرر ان يغادر لاريجاني اثر لقائه سولانا، الى مدريد حيث يجتمع مع رئيس الوزراء الاسباني خوسيه لويس رودريغيز ثباتيرو ووزير الخارجية ميغيل انخل موراتينوس. وأشار مصدر ديبلوماسي ل"الحياة"الى تنامي العلاقات بين اسبانياوايران في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، وسعي مدريد الى تشجيع مصالح المؤسسات الاسبانية في ايران والمنطقة العربية، فيما تلعب من جهة اخرى دوراً رائداً في الحوار بين الحضارات.