حضّت روسيا والصين إيران أمس، على الرد إيجاباً وبأسرع وقت على عرض الحوافز الغربي الهادف إلى إقناعها بوقف تخصيب اليورانيوم، فيما أعلنت طهران أن مثل هذا الرد غير متوقع قبل السادس من آب أغسطس المقبل. وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين:"نحن نرغب بشدة في أن يقبل شركاؤنا الإيرانيون عرض الدول الست من اجل بدء المفاوضات بأسرع ما يمكن". وأضاف:"نرغب في أن تبدأ المفاوضات قبل القمة الدول الثماني الكبرى في سانت بطرسبورغ 15 الشهر الجاري، ويبدو أن ذلك غير ممكن، ولذلك نريد أن نفهم متى يمكن أن يحدث ذلك". في بكين، قال جيانغ يو الناطق باسم الخارجية الصينية في مؤتمر صحافي، أن"القضية النووية الإيرانية تمر بمرحلة عصيبة". وأضاف:"نأمل في أن تعير إيران انتباهاً إلى مخاوف المجتمع الدولي وترد في أقرب وقت ممكن على سلة الاقتراحات الغربية. كما نأمل بأن تتحلى الأطراف الأخرى بالصبر وضبط النفس وأن تضع في اعتبارها مخاوف إيران المعقولة". وجاء الموقفان الروسي والصيني عشية اجتماع الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا ومسؤول الملف النووي الإيراني علي لاريجاني في بروكسيل اليوم. واستبق لاريجاني الاجتماع بتأكيد أن بلاده لن ترد قبل السادس من آب، على عرض الدول الكبرى الذي ينص على تعليق تخصيب اليورانيوم. ونقل التلفزيون الإيراني عن لاريجاني قوله إن"مفاوضاتنا مع الأوروبيين ستعقد الأربعاء لكنها بداية المحادثات ولن يكون ردنا النهائي على اقتراحاتهم جاهزاً"قبل ذلك الوقت. ويتزايد الضغط على إيران للرد على العرض الذي قدمته بريطانيا وألمانيا وفرنسا والصين وروسيا والولايات المتحدة ويشمل حوافز اقتصادية وسياسية في مقابل تعليق طهران عمليات تخصيب اليورانيوم. وتخشى الدول الغربية من أن تحاول إيران إنتاج أسلحة نووية تحت غطاء برنامجها النووي المدني، وهو ما تنفيه طهران. بروكسيل: لا تفاوض على المفاوضات في بروكسيل، أكد ديبلوماسي أوروبي ل"الحياة"، أن الاجتماع المقرر بين سولانا ولاريجاني،"لن يكون للتفاوض حول المفاوضات"وإنما سيستمع فيه الجانب الأوروبي إلى الرد الإيراني في مقابل إيضاحات كانت طهران طلبتها في شان"بعض الجوانب الغامضه"في الوثيقة التي عرضت عليهم قبل أربعة أسابيع. ويأمل الأوروبيون في أن يكون هذا الاجتماع الأخير"قبل الانطلاقة الفعلية للمفاوضات". ويشارك في اجتماع سولانا - لاريجاني ديبلوماسيون من فرنساوبريطانيا وألمانيا وروسيا. وقال المصدر نفسه ل"الحياة"إن المسؤول الإيراني كان تحدث خلال اتصالات سولانا عن"غموض بعض النقاط"في رزمة الحوافز الدولية التي حملتها وثيقة الصفحات الثلاث. ويمثل اجتماع اليوم أول فرصة يستمع فيها ممثلو المجموعة الدولية إلى الرد الرسمي الإيراني. وأوضح الديبلوماسي أن إيران"ستحصل على الإيضاحات اللازمة وستستمع أيضاً إلى وجوب تعليق نشاطات تخصيب اليورانيوم قبل بدء المفاوضات". واستبعد أسلوب التهديد عن أجواء الاجتماع، خصوصاً أن أوروبا"لا تتحدث عن مهلة محددة في أيام ولا تقبل أيضاً إطالة مرحلة درس ثلاث صفحات من جانب إيران. وسيحدد الموقف الإيراني طبيعة الموقف الذي ستعلنه البلدان دائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا في اجتماعها المقرر في الثاني عشر من الشهر الجاري والذي يمهد بدوره إلى موقف قمة الدول الثماني الكبرى في سانت بطرسبورغ. تضارب مواعيد وفي وقت تحدث لاريجاني عن موعد السادس من آب أغسطس المقبل، أكد وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي أن الموعد الذي أعلنته إيران لتقديم الرد على الاقتراح الأوروبي في 22 منه،"غير قابل للتغيير" مضيفاً أن تحديد الموعد جاء بناء على" مطالعة دقيقة وضرورة دراسة متأنية وشاملة لما جاء فيه" . وشدد متقي خلال مؤتمر صحافي عقده مع نظيره القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني على أن" المفاوضات ستستمر بين إيران وكل الأطراف المعنية حتى تاريخ إعطاء الرد الإيراني، بهدف توضيح الرد على الأسئلة ورفع الغموض الموجود" . وفي إشارة قد توحي بأن الرد الإيراني بات جاهزاً ، إلا أن طهران بحاجة إلى توضيحات حول بعض المواضيع الجانبية التي لا تدخل في صلب الاقتراح الأوروبي، أكد متقي انه" بمجرد أن تتهيأ المقدمات ستعلن إيران عن ردها في الموعد الذي حددته"، معتبراً أن مهلة شهرين لإيران" لا تعتبر طويلة وأمر طبيعي كي تتمكن من دراسة الاقتراح" . وأمل متقي في أن يتم التوصل إلى معادلة شاملة" على أساس مفاوضات من دون شروط مسبقة وإرادة سياسية" للحل . في المقابل، أعرب وزير الخارجية القطري عن أمله بحل ديبلوماسي وسلمي للقضية النووية في إطار حوار جدي ، معتبراً أن الموعد الذي حددته طهران للرد على الاقتراح الأوروبي" لا يشكل عائقاً" مضيفاً أن قطر تعمل" على تهدئة أوضاع المنطقة وحل هذه الأزمة وإزالة الاختلاف الإيراني- الأميركي حول تاريخ الرد" . وأكد بن جاسم أن الجانب القطري يسعى" إلى أيجاد نوع من التوافق في ما يتعلق بمحتوى رزمة الحوافز من اجل تهدئة المنطقة وأن يصل جميع الأطراف إلى حقوقهم".