بدت ايران متمسكة بسياسة السير على حافة الهاوية في ازمتها النووية مع الغرب، اذ لم تؤد الضغوط التي مارستها الدول الكبرى لدفعها الى الرد سريعاً على عرض الحوافز الغربي، سوى الى تقريب الموعد الذي اعلنته لتقديم الرد من 22 آب اغسطس الى السادس منه. راجع ص 8 وقوبل ذلك، بما يشبه التحذير من جانب روسيا والصين الى ايران، من مغبة المماطلة التي تدخل الأزمة"في مرحلة عصيبة"بحسب بكين، فيما بدا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين واضحاً في اعلان ان الدول الكبرى ترغب في سماع رد ايراني قبل القمة المقررة في سان بطرسبورغ منتصف الشهر الجاري. في الوقت ذاته، بدا الجانب الأوروبي اقرب الى الموقف الذي أعلنه الرئيس الأميركي جورج بوش اخيراً، إذ أصر على سماع رد مبدئى من طهران خلال لقاء الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا ومسؤول الملف النووي الإيراني علي لاريجاني في بروكسيل اليوم. وفي إشارة توحي بأن الرد الإيراني جاهز لكنه ينتظر توضيحات في شأن قضايا لا تدخل في صلب الاقتراح الأوروبي، أكد وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي ان"بمجرد ان تتهيأ المقدمات ستعلن ايران عن ردها في الموعد الذي حددته في 22 آب، معتبراً ان تلك المهلة"لا تعتبر طويلة بل طبيعية لدراسة الاقتراح". وفي وقت أمل متقي في ان يتم التوصل الى معادلة شاملة"على اساس مفاوضات من دون شروط مسبقة وإرادة سياسية"للحل، أوضحت مصادر ديبلوماسية ل"الحياة"ان طهران تنتظر توضيحاً من الجانب الأميركي عبر الدول الست، في ما يتعلق بدورها الإقليمي مستقبلاً. وأكدت مصادر ديبلوماسية تحدثت الى"الحياة"في العاصمة البلجيكية أمس، ان اجتماع سولانا ولاريجاني والذي يحضره ممثلون عن فرنسا وبريطانيا والمانيا وروسيا سيكون"خالياً من أجواء التهديد والإنذار"، خصوصاً ان اوروبا"لا تتحدث عن مهل محددة في ايام، لكنها ترفض في المقابل، إطالة مرحلة درس ثلاث صفحات من جانب ايران، في اشارة الى العرض الذي قدم الى الايرانيين في السادس من الشهر الماضي. وأوضح أحد المصادر ان لاريجاني تحدث في اتصالاته الهاتفية مع سولانا عن"غموض في بعض النقاط"في رزمة الحوافز الدولية. وأكد المصدر ان اجتماع اليوم يشكل"فرصة لتزويد ايران الإيضاحات اللازمة، والاستماع الى ردها المبدئي خصوصاً في ما يتعلق بشرط تعليق طهران نشاطات تخصيب اليورانيوم قبل بدء المفاوضات". ويأمل الأوروبيون في ان يحدد الرد الإيراني طبيعة الموقف الذي ستعلنه الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن والمانيا في اجتماعها المقرر في 12 الشهر الجاري والذي يمهد الى موقف قمة الدول الثماني الكبرى في سان بطرسبورغ. واعترف لاريجاني بأن لقاءه سولانا يشكل"فرصة لبحث ودراسة سبل حل الموضوع النووي الإيراني وبداية لمحادثات مع الدول الأوروبية"، لكنه شدد على ان الرد الرسمي لن يأتي قبل السادس من آب، مضيفاً ان اصرار الطرف الآخر على الحصول على جواب سريع"غير مساعد لأن الموضوع الأساس هو روح الاقتراح الذي يحل من طريق التفاوض وهو ما نلتزم به ونتعاطى معه بجدية".