تكشف عملية تفكيك خليتين قوامهما نحو عشرين شخصاً، معظمهم من المغاربة ويُشتبه في تورطهم بعلاقة بپ"الارهاب الاسلامي"، مدى مهنية اجهزة الامن الاسبانية، وجدّيتها إزاء الظاهرة الجديدة التي تهددنا. وقام بهذا العمل اكثر من خمسين رجل امن من الحرس المدني والشرطة الاسبانية، بعد نحو سنة من التقصيات. ومهمة اعضاء الخليتين كانت اختيار وتجنيد وتمويل ارهابيين، وإرسالهم الى العراق. وحصل ذلك على سبيل المثال، استناداً الى مصادر الشرطة، في 2003، عندما ساعدت الخلية المفككة في فيلانوفا اي لاجيلترو قرب برشلونة مواطناً جزائرياً على الانتقال الى الناصرية، حيث يفجر نفسه بشاحنة مفخخة امام القاعدة الايطالية ما اودى بحياة 19 جندياً ايطالياً وتسعة عراقيين. والتقصيات التي قامت بها الاستخبارات الاسبانية والشرطة العلمية الايطالية قادت المحققين الى البلدة الساحلية الاسبانية حيث اعتقل ثمانية اشخاص، بينهم امام مسجدها المشتبه في انتمائه الى المجموعة الاسلامية للمقاتلين المغاربة التي نفذت تفجيرات الدار البيضاء في 2003، ومدريد في 2004. والخلية الثانية، اعتقل ثلاثة من افرادها بمدريد، وثمانية في سانت بوي قرب برشلونه، وواحد في بلاد الباسك، كانت تقوم بالمهمة نفسها، وتنسق مع الخلية الاولى. ولكن معظم اعضائها ينتمون الى شق من الجماعة الاسلامية الجزائرية المسلحة. ويقيم المعتقلون كلهم في إسبانيا، وهم مندمجون في مجتمعنا ولكنهم جاهزون للقيام بعمليات ارهابية في اسبانيا وأوروبا، على قول وزير الداخلية. ومعنى هذا ان خطرهم يفوق خطر الخلايا السابقة. فهذا النوع من الإرهاب الغامض والمتغلغل، في معظم الأحيان، يتمتع بقدرة تنظيمية عالية ويستوجب خبراء ومحققين اختصاصيين، وتعاوناً دولياً في سبيل تفكيك شبكاته. فالتقدم في التنسيق الامني والقضائي والاستخباراتي والوسائل التقنية والبشرية أسهم في توقيف 220 متورطاً في الإرهاب، بإسبانيا طوال 2004. وعلينا ان نتحاشى الخلط بين هذا التهديد وبين الجاليات الاسلامية في اسبانيا. عن افتتاحية "لافانغوارديا" الاسبانية. 11/1/2006