أحال القاضي الإسباني فرناندو أندرو إلى المحاكمة سبعة متهمين بتشكيل خلية إسلامية لتجنيد المجاهدين وإرسالهم الى العراق، وأطلق سراح شخص آخر شرط ان يمثل يومياً أمام المحكمة. ونظراً"لأهمية العملية الأمنية ولوجود خليتين مختلفتين فككتا في أقاليم مدريد وكاتالونيا وبلاد الباسك، بدأ القاضي فرناندو غراندي ميرلاسكا أمس استجواب أعضاء الخلية الثانية البالغ عددهم 12 شخصاً، على أن يحقق غداً مع عمر نكشا 23 سنة، الذي يعتبره المحققون زعيم الخليتين وصلة الوصل بينهما وبين إحدى قواعدها الرئيسة في سورية. وبذلك وصل عدد المعتقلين إلى 21 شخصاً هم: 16مغربياً، ثلاثة إسبان، جزائري وتركي نشطوا بين بلجيكا وهولندا وتركيا والأردن وسورية وصولاً إلى العراق. وفي حين كان بعضهم يؤمن الدعم المالي واللوجيستي، بطريقة شرعية في معظم الاحيان، كان البعض الآخر يبحث عن الشباب لتجنيدهم. ولجأ نكشا إلى مختلف الوسائل لنقل انتحاريين إلى العراق عبر البلدان المجاورة وإعادة من يرغب منهم إلى أوروبا بوثائق مزورة. وتمكن الحرس المدني الاسباني من إعادة رسم الطريق الذي سلكه الجزائري بلقاسم بليل بين برشلونة ومدينة الناصرية العراقية للقيام بالعملية الانتحارية في القاعدة الايطالية التي أوقعت 28 قتيلاً في تشرين الثاني نوفمبر 2003. ويبدو أن بليل جُند في مسجد"الفرقان"بمحلة"فيلانوفا"القريبة من برشلونة، التي وصل اليها في آب أغسطس 2003 قادماً من جنوب إسبانيا حيث كان يعمل مياوماً. وعندما كان إمام المسجد الموقوف محمد مرابط يحث على الجهاد رفع بليل رأسه موافقاً ما لفت نظر مرابط الذي استضافه في منزله ودربه وأمّن له عملاً في ملحمة"بوغاز"الإسلامية. وسبقه صديقاه حسن مردود، اعتقل أخيراً في فيلانوفا وأحمد سعيد حسيسني الذي اعتقل في بلاد الباسك، إلى العراق لكنهما غادرا الفلوجه في نيسان أبريل 2004 بعد أن قاتلا إلى جانب أبو مصعب الزرقاوي واعتقلا في سورية لكنهما عادا بوثائق مزورة. وتضيف مصادر الحرس المدني أن بليلة غادر الى بلجيكا ثم الى سورية في تشرين الاول أكتوبر 2003 وكان يحمل معه رقم هاتف مسجد في دمشق يؤجر إمامه غرفاً لاعضاء حركة"فتح"وشخص آخر يدعى محسن كيبر بحسب المحققين الاسبان والايطاليين. وساعد كيبر بليل على الانتقال الى العراق ليضع نفسه بأمرة أبو عمر الكردي، الذي اختاره بناء على أمر الزرقاوي وبمشاركة حاجي تامر الذي قتل في النجف عام 2004 لشن هجمات انتحارية على مقري الصليب الاحمر الدولي والامم المتحدة في بغداد والمركز الثقافي في الناصرية حيث كان الايطاليون. وأقام بليل في"مركز العازبين"حيث يعيش الانتحاريون في بغداد ويخرجون"للاستشهاد"بحسب ترتيب دخولهم بعد تغيير أسمائهم واعتماد اسم ثلاثي يبدأ بكلمة"أبو"ثم كلمة يختارها الانتحاري بنفسه وتشير الكلمة الثالثة إلى أصله أو مركز تجنيده. وحاول بليل الانتقال خلال تشرين الاول 2003 الى الناصرية في شاحنة مفخخة مع ابو زبير السعودي الذي قاد سيارة اسعاف مفخخة، وكادت الشرطة العراقية تكشف أمرهما فعادا الى بغداد وانتقل بليل بعدها بمفرده الى الناصرية. وبعد أن اعترف لعربي بن سلام في حزيران يونيو الماضي بأن بليل فجر القاعدة الايطالية، طلبت اسبانيا فحص الحمض النووي لذويه في الجزائر فتوافق مع خصلة من شعره عثرعليها على بعد عشرات الامتار من مركز التفجير في الناصرية. وفجّرت سيارة الاسعاف في مركز الصليب الاحمر في بغداد حيث قتل ضابط اسباني. كما فجّرت المراكز كلها التي اختارها الكردي.