وجهت أجهزة الأمن الإسبانية، للمرة الثانية منذ الثالث من الشهر الجاري، ضربة قوية إلى"الجماعة السلفية للدعوة والقتال"الجزائرية و"الجماعة الإسلامية المقاتلة"المغربية، واعتقلت عشرين من أعضائها في العاصمة مدريد ومقاطعات كاتالونيا الشرقية وبلاد الباسك الشمالية. وحددت الشرطة جنسيات المعتقلين بأنهم 15 مغربياً، أحدهم إمام جامع"فيلانوفا"في مدينة برشلونة، يعتقد بأنه زعيم الجماعة الجزائرية، إضافة إلى ثلاثة اسبان وتركي وجزائري. راجع ص8 وأعلن وزير الداخلية خوسيه انتونيو الونسو عدم وجود أدلة تثبت تخطيط المعتقلين لتنفيذ عمليات إرهابية في إسبانيا في القريب العاجل على الأقل، لكنه أكد صلة الخليتين المفككتين ببعضهما بعضاً وبأخرى في فرنسا وبلجيكا وهولندا والجزائر والمغرب وتركيا وسورية والعراق. وعرف من المعتقلين محمد مرابط والامام محمد الصمدي. وأوضح الونسو أن إحدى الخلايا تولت مهمة تجنيد"إرهابيين"وتسهيل انتقالهم من شمال افريقيا، تمهيداً لإرسالهم الى مناطق تشهد نزاعات مسلحة خصوصاً العراق،"حيث تبينت علاقتهم بجماعة انصار الاسلام وتنظيم أبي مصعب الزرقاوي". واشار الى ان الخلية الثانية وفرت الدعم المالي واللوجستي للارهابيين. وتشتبه السلطات الاسبانية في ان الانتحاري الذي هاجم مركز الوحدة الايطالية في الناصرية في 12 تشرين الثاني نوفمبر 2003، ما أسفر عن مقتل 18 جندياً إيطالياً وتسعة عراقيين، ينتمي الى احدى الخليتين المفككتين، بعدما تطابق فحص الحمض النووي الخاص به والذي أرسلته النيابة العامة الإيطالية إلى إسبانيا مع شخص مكث سابقاً في إسبانيا. وصنف وزير الداخلية الاسباني العملية، باعتبارها الإنجاز الأكبر حجماً للشرطة الإسبانية"لأنها بدأت من العراق وليس العكس وشارك فيها 500 رجل أمن واستخبارات، لاحقوا بعض المعتقلين طيلة سنة، وتعاونوا مع نظرائهم في إيطاليا وبلدان أوروبية وعربية أخرى". وكانت الشرطة اعتقلت المغربي محمد أبي الرضا المشتبه بارتباطه ب"الجماعة السلفية للدعوة والقتال"الجزائرية الأسبوع الماضي، فيما أسفرت عملية دهم نفذتها في 19 كانون الأول ديسمبر الماضي عن توقيف 16 مشتبهاً بتجنيدهم مقاتلين اصوليين. وفي وقت لم تستبعد وزارة الداخلية حصول اعتقالات جديدة في الساعات والايام التالية، انتقد عبدالله مهنا إمام مسجد المريا جنوباسبانيا تصرفات بعض اجهزة الأمن الاوروبية، ووسائل الاعلام بمحاولة"سلب المسلمين حقوقهم تحت غطاء مكافحة الإرهاب".