أغلقت مكاتب الاقتراع للانتخابات الرئاسية في فنزويلا أمس والتي يبدو أن الرئيس اليساري هوغو تشافيز 52 سنة الأوفر حظاً للفوز فيها اعتماداً على الدعم من الغالبية الفقيرة في البلاد والتي أغدق عليها المكاسب غير المتوقعة من مبيعات النفط الخام. وكانت آخر الاستطلاعات أظهرت تقدم تشافيز الذي يدعو إلى"اشتراكية للقرن الواحد والعشرين"بفارق كبير نحو ثلاثين نقطة على خصمه الاشتراكي-الديموقراطي مانويل روزاليس حاكم ولاية سوليا غرب. يأتي ذلك بعدما شهدت أميركا اللاتينية 11 انتخابات رئاسية منذ تشرين الثاني نوفمبر 2005، لتكون الانتخابات الفنزويلية آخر انتخابات العام الحالي على خلفية الصراع على النفوذ المحتدم بين واشنطن وكراكاس. وانتشر اكثر من 130 ألف جندي لضمان الأمن خلال الانتخابات التي دعي إليها 16 مليون ناخب وأجريت بدورة واحدة تحت إشراف ألف مراقب دولي من منظمة الدول الأميركية والاتحاد الأوروبي. وبعد انتخابه عام 1998 وإعادة انتخابه عام 2000 بنحو 60 في المئة من الأصوات، ترشح تشافيز الحليف المقرب من النظام الكوبي لولاية ثالثة من ست سنوات محاصراً أعداءه ب"الإمبريالية الأميركية وخدامها". أما منافسه روزاليس، فيدعو إلى"الديموقراطية الاجتماعية"و"احترام الحياة الخاصة"ويندد بالنظام الفنزويلي"الكوبي الشيوعي"، متهماً تشافيز بانتهاج سياسة"فرق تسد"والسعي إلى"البقاء في السلطة إلى ما لا نهاية"، كما يدعو إلى إسقاط"الأيديولوجيا السياسية"وفك الروابط التي أقامها تشافيز مع الدول المعادية للولايات المتحدة ولا سيما في الشرق الأوسط. سيناريوهات ورسمت سيناريوهات للمرحلة المقبلة. يرى السيناريو الأول، أنه في حال فوزه، يستطيع تشافيز توسيع نطاق ثورته اليسارية التي يقودها بطريقته والتي انطوت على مصادرة أراض واستيلاء الدولة على مشاريع نفطية أجنبية. ويستطيع تكوين مزيد من التحالفات ضد الولاياتالمتحدة. ويعتزم تشافيز تحويل الأحزاب الأربعة والعشرين التي تتألف منها حكومته إلى حزب واحد، ما يثير مخاوف من إقامة دولة على غرار النظام في كوبا. الأمر الذي ينفيه تشافيز. ورأى الخبير السياسي لويس فيسنتي ليون مدير معهد"داتا اناليزيس"للتحقيقات انه"من المرجح جداً ان يفوز شافيز في الانتخابات والعامل الوحيد غير المحسوم يكمن على ما يبدو في حجم فوزه". ويحظى الرئيس الذي تعرض عام 2002 لمحاولة انقلاب دعمها آنذاك خصمه الحالي، بتأييد قوي من ملايين الفقراء يمثلون نصف السكان ويتوقع بذلك الفوز ب"عشرة ملايين من الأصوات". ويستمد النظام الفنزويلي شعبيته من البرامج الاجتماعية التي طبقها ومولها بفضل العائدات النفطية لهذا البلد الذي يحتل المرتبة الخامسة بين مصدري الخام في العالم. واللافت انه على رغم الخلافات الديبلوماسية والعداء بين الدولتين، فان الولاياتالمتحدة هي المستورد الأول لنفط فنزويلا. أما في حال هزيمة شافيز، فسيواجه روزاليس 53 سنة تحدياً قاسياً يتمثل في الحكم في ظل هيمنة أنصار تشافيز على المؤسسات الحيوية كالجيش وشركة النفط الحكومية العملاقة بي دي في أس إي. وقال روزاليس زعيم المعارضة الموحدة الذي يدير ولاية نفطية ثرية، انه سيدعو فوراً إلى إجراء انتخابات برلمانية لمنع المجلس الوطني الموالي لتشافيز من عرقلة تشريع حكومته الجديدة. وعبر أنصار روزاليس من الطبقة المتوسطة عن خوفهم من أن سكان البلدات الفقيرة، وكثير منهم مسلحون، سيتدفقون على الأحياء الثرية في حال خسر تشافيز بالانتخابات، وتكرار تظاهرات عام 2002 التي أعادته على السلطة بعد الانقلاب. وكانت إحدى منظمات حزب البعث الحاكم في سورية أطلقت موقعاً على الإنترنت لدعم تشافيز وتشجيع الجالية السورية الكبيرة في فنزويلا للتصويت له. وكان تشافيز أعلن خلال زيارة إلى دمشق منذ ثلاثة شهور عن دعمه للرئيس السوري بشار الأسد واستعداد فنزويلا للمساهمة في تطوير الاقتصاد السوري. وأكد عدنان عربش رئيس اتحاد شبيبة الثورة المنظمة الشبابية التابعة لحزب البعث أن"الهدف من الموقع التعريف بتشافيز وفنزويلا إلى جانب التواصل مع الجالية السورية هناك التي لا بد من أن نثير اهتمام أبنائها للمشاركة في الانتخابات بكثافة. إننا واثقون من أنه تشافيز سيحقق النجاح".