يقرر ناخبو فنزويلا المقدر عددهم بنحو 14 مليوناً، في استفتاء غداً الأحد، في قضية استكمال الرئيس هوغو تشافيز ولايته إلى عام 2006 أو إنهائها وتمهيد الطريق لتنظيم انتخابات رئاسية جديدة الشهر المقبل. ويقترع معارضو تشافيز لخيار "نعم" فيما يجيب أنصاره ب"لا" على سؤال الاستفتاء الذي نجحت المعارضة في فرضه على أثر جمعها عدداً كافياً من التواقيع لذلك. وللمرة الأولى، سيستعاض عن صناديق الاقتراع التقليدية بماكينات إلكترونية، وتتوقع آخر استطلاعات الرأي مشاركة لا مثيل لها في تاريخ فنزويلا. وخرج أكثر من 500 ألف من معارضي الرئيس الفنزويلي إلى شوارع العاصمة كاراكاس في مسيرات احتجاج، مما دفع المنظمين إلى اعتبارها مؤشراً إيجابياً إلى نجاحهم في إطاحة تشافيز، فيما نظم أكثر من عشرة آلاف من المؤيدين له مسيرات مضادة في شوارع المدينة. في المقابل، تشير استطلاعات الرأي إلى نجاح الرئيس تشافيز في إقناع أكثرية المترددين بالاقتراع لمصلحة استكمال ولايته. ويعود هذا القرار إلى واقع المعارضة المنقسمة إلى عشرين حزباً يجمع بينها عداؤها لتشافيز، وأيضاً إلى فقدانها لزعيم وبرنامج قادرين على استقطاب الطبقات الفقيرة التي تبقى خزّان أصوات تشافيز الأساسي. ويشكل الاستفتاء الذي يجيزه الدستور الفنزويلي الجديد منذ عام 2000، خاتمة لمسار طويل بدأ مع الاتفاق بين المعارضة والنظام الذي توصلت إليه "مجموعة الدول الصديقة" المؤلفة من البرازيل والمكسيك والتشيلي والولاياتالمتحدة وإسبانيا والبرتغال، على أثر فشل الإضراب العام المفتوح نهاية عام 2002، وهو الاتفاق الذي تتابع تنفيذه ومراقبته "منظمة الدول الأميركية" و"مؤسسة جيمي كارتر". وإذا صحت التوقعات، سيؤدي انتصار تشافيز إلى تهميش المعارضة عشية انتخابات حاكميات الولايات، المقرر إجراؤها في نهاية أيلول سبتمبر المقبل. كما يمثل انتصار تشافيز، غلبة موارد الدولة المالية، وخصوصاً تلك الآتية من المداخيل النفطية، على وسائل الإعلام الخاصة مجتمعة التي تحتكرها المعارضة والتي لم تتردد في إقحامها في معركتها السياسية. يذكر أنه لوحظ تراجع في حدة الانتقادات المتبادلة بين تشافيز وإدارة بوش، لا سيما أن الولاياتالمتحدة تستورد من فنزويلا 15 في المئة من حاجاتها النفطية. وكان تشافيز اقترح على بوش قبل ثلاثة أشهر، في إشارة إلى الاستفتاء في فنزويلا وإلى الانتخابات الرئاسية الأميركية، رهاناً علنياً لمعرفة من منهما سيبقى مدة أطول في سدّة الرئاسة. وإذا صحت استفتاءات الرأي في كلا البلدين، قد يكسب تشافيزالرهان.