بدأ القاضي الاسباني امس، التحقيق مع المعتقلين السعودي والمصري والمغربي الذي اوقفوا اخيراً، لتحديد مدى علاقتهم بمنفذي اعتداءات مدريد في 11 آذار مارس الماضي، فيما افادت تقارير ان المطلوبين محمد ورشيد ولد عكاشة قتلا لدى تفجير انتحاريين انفسهم في شقة جنوبمدريد بعدما حاصرتهم الشرطة، فيما تردد ان المطلوب سعيد براج الذي يعتبر على قدر من الاهمية قد يكون بين القتلى ايضاً، ما يعني عملياً ان احداً من المهمين في الخلية الارهابية لم ينج. وعلى صعيد آخر، اثارت صحيفة "ذي صن" الشعبية البريطانية لغطاً، بنقلها عن مصدر في الشرطة احباطها هجوماً ارهابياً على نادي كرة القدم الانكليزي "مانشستر يونايتد". وجاء ذلك بعد اعتقال عشرة اشخاص في شمال انكلترا ووسطها اول من امس، تسعة منهم شمال افريقيون والعاشر كردي عراقي. وقلل النادي من شأن هذا التقرير الذي افاد ان المخطط الارهابي تضمن نشر عدة مفجرين في انحاء مختلفة من ملعب اولد ترافورد التابع للنادي وتبلغ سعته 67 ألف متفرج، الامر الذي كان من شأنه التسبب في مجزرة. وذكرت صحيفة "الباييس" ان اختبارات الحمض النووي للقتلى في الشقة حيث وقعت حادثة الانتحار الجماعي حددت جثتي الشقيقين المغربيين المطلوبين محمد ولد عكاشة 28 عاماً ورشيد ولد عكاشة 33 عاماً. وبدأ قاضي المحكمة الوطنية خوان ديل اولمو التحقيق مع المعتقلين: السعودي حطاب محمد عيد والدته من آل عبد المقصود والمصري عبدالكريم عبدالرحيم اوليا واللذين يشتبه بعلاقتهما بمنفذي اعتداءات مدريد. وفي حال انجزت مهمة استجوابهما، سيمثل امامه المعتقل الثالث المغربي خالد زيمى والدته اسبانية من عائلة باردو. واطلقت السلطات سراح البوسني سانيل سيكيريتشا 23 عاماً والذي كان اعتقل كونه زميل زيمى في الدراسة. وتلا ذلك بساعات قليلة اتخاذ القاضي بالتاسار غارثون قرار احالة خمسة اشخاص معظمهم سوريين الى المحاكمة بسبب الاشتباه في علاقتهم بتنظيم "القاعدة". واشار في قراره الظني الى علاقة السوريين احمد قوشجي ابو احمد وشقيقه وحيد ابو محمد منذ عام 1995 بالمتهم بتزعم تنظيم "القاعدة" في اسبانيا السوري ايضاً عماد الدين بركات ابو دحدح، واتصالاتهما المتكررة بمحمد غالب كلاجه ابو طلحة المتهم بتمويل هذا التنظيم. كما اشار القاضي غارثون الى ان جمال حسين ابو علي، الذي ارتبط بعلاقة مع "ابو دحدح" وعبدالله خياطة ابو ابراهيم، والذي سلمه الاردنلاسبانيا ويتعاون مع القاضي بصفة تائب، ومحمد ظاهر الاسدي وخلدون نجار من مجاهدي البوسنة السابقين، زوّر فواتير للمساعدة في تمويل "القاعدة"، وتعاون مع صديق مرزاق ابو عبدالرحمن وحسن الحسين ابو عبيدة في تنظيم عسكري. واحال القاضي غارثون جميع المذكورين الى المحاكمة، في حين اطلق سراح وحيد قوشجي بكفالة مقدارها 150 ألف يورو. اما حسن الحسين فاتهمه بالقيام بنشاطات غير مشروعة في اسبانيا منذ عام 1997 حينما كشفت الشرطة مشاركته في الاجتماعات التي قالت ان الصحافي تيسير علوني حضرها الى "ابو دحدح" والتي انعقدت "لجمع الاموال اللازمة لدعم البنية التحتية العالمية للتنظيم". واشار القاضي غارثون الى علاقة المحالين للمحاكمة بمنظمات تعمل في الشيشان وافغانستان وباشخاص على غرار السوري نبيل مناقلي المحكوم بالاعدام في اليمن ومصطفى الست مريم، وبسفر "ابو دحدح" الى باكستان ومخيمات التدريب، وبتمويل عضو "القاعدة" ممدوح محمود احمد سليم ابو هاجر الذي يحاكم في الولاياتالمتحدة بسبب علاقته باعتداءات تانزانيا وكينيا، اضافة الى علاقة بعضهم بكمال حديد وصلاح الدين وعبدالعزيز بن عايش وعضو المجموعة الاسلامية المسلحة في الجزائر نورالدين ادومالو.