تخلّت المقدّمة التلفزيونية ريتا خوري أخيراً عن الملامح القاسية التي صنعت شهرتها، والتي كانت ترتعد لها فرائص المشاركين في برنامج "الحلقة الأضعف"، لتعود إلى لعب دور أقرب إلى طبيعتها، وهو الخوض في قضايا اجتماعيّة، وادارة نقاشات حول حالات مختلفة تهمّ المشاهدين. وتعمل ريتا خوري حالياً على تصوير حلقات من برنامجها الجديد "يوميات". ويعمل معها فريق الإعداد منى عبد الله وجان لفة، والريبورتاجات لميس القنطار ومنى باسيل وراغدة الزويني. والمنتجة المنفذة منى سعيدون. أما الاخراج فيحمل توقيع نيغار دندن. ويبدأ العرض في 17 من الشهر الجاري. و"يوميّات" برنامج اجتماعي موجه أساساً الى النساء، ويعتمد في شكل اساسي على مناقشة حالات محددة في قضية محددة من عارضات الأزياء... إلى الطلاب الذين يعملون مع اصحاب العلاقة مباشرة، وبحضور اخصائي متابع للقضية. ويتميز البرنامج بعرض تحقيق قصير عن كلّ من الحالتين اللتين تتمحور حولهما كل حلقة، ويفترض أن تناقض احداهما الأخرى. ويمهّد ذلك لمناقشة بين المقدّمة والأشخاص المعنيين، بحضور جمهور منوّع من الناس العاديين. مدّة الحلقة ساعة كاملة، ويقدّم البرنامج خمسة ايام في الأسبوع. ويسعى البرنامج الى توسيع دائرة الاهتمام في اختيار المشاركين والحالات المطروقة، لتطول مختلف الدول العربية. هكذا يقوم برنامج "يوميات" بجولة على معظم القضايا التي تهم المشاهد العربي عموماً. ويعمل تحت اشراف ريتا خوري فريق صغير من المعدّين، مهمته انجاز الريبورتاج وتحضير الحالات والاتصال بالاختصاصيين. وقد انجز حتى الآن تصوير ثلاثين حلقة تقريباً، تناولت مختلف القضايا الأجتماعية والصحية والبيئية وقضايا الجمال والموضة والفن... ومن المتوقّع أن يدخل برنامج "يوميات، في منافسة ليس فقط مع برامج مشابهة في الفضائيات العربيّة الأخرى، بل ايضاً داخل تلفزيون "المستقبل" نفسه. اذ من المتوقع ان ينافس برنامج "سيرة وانفتحت" لزافين قيومجيان نظراً لتشابه المواضيع المطروحة. الا ان البرنامج الجديد يتميّز بالاعتماد على طرح القضايا من باب عمومي، بل يبحث عن الحالات المحددة في القضايا ويطرحها على طاولة البحث. كما ان فقراته منوعة، وجمهوره يختلف عن متتبعي بقية البرامج على شاشة "المستقبل"، أو غيرها، نظراً لاختلاف وقت العرض وطريقة مناقشة الموضوع. وتراهن ال"فيوتشر" على طريقة اداء المذيعة ريتا خوري التي عرفها الجمهور العربي من خلال برنامج "الحلقة الأضعف"، بعد مسيرة صحافيّة وإذاعيّة طويلة في "اذاعة الشرق". ويعتبر إنتقال خوري من "الحلقة الأضعف"، برنامج الألعاب الذي تميزت فيه، واستطاعت من خلاله تقديم شخصية جدية الى حدود الرعب أحياناً، الى برنامج اجتماعي يتطلب شخصية حوارية، خطوة جريئة تتطلب من خوري جهداً استثنائياً لتغيير الأنطباع الهجومي والصورة القاسية التي رسمتها لنفسها امام الناس من خلال "الحلقة الأضعف". وهي مع بدء عرض الحلقات الأولى من برنامج "يوميات" امام امتحان جدي هو الانتقال من شخصية المقدمة "اللئيمة" التي فرضها البرنامج عليها، الى المقدمة الحوارية والاجتماعية. والنجاح في النوع الأوّل ليس جواز مرور الزامياً للنجاح في النوع الثاني.