تلقى رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون امس، مع إعلانه ان اسرائيل لن تحتفظ بكل المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية، ضربة أولى في صراعه على زعامة حزب ليكود الذي يرأسه. اذ قررت محكمة داخلية أن يجتمع مركز الحزب في غضون ثلاثة اسابيع، وليس بضعة اشهر حسب ما كان يأمل شارون، لبت طلب من معسكر وزير المال السابق بنيامين نتانياهو والمتمردين على شارون لتبكير موعد انتخاب زعيم للحزب يخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة. وتجمع الحلبة السياسية في اسرائيل على انه سيتم تقديم الانتخابات العامة من موعدها المقرر نهاية العام المقبل. وشن شارون أعنف هجوم علني امس على نتانياهو الذي تشير استطلاعات الرأي الى انه قد يطيحه من زعامة حزب"ليكود". وقال لتلفزيون القناة العاشرة:"نتانياهو يفقد أعصابه... في أي موقف عصيب يتملكه الذعر على الفور ويفقد أعصابه". ويقول معلقون اسرائيليون ان حزب"ليكود"بات الآن على مفترق طرق مرجحين حصول انقسام، إلا اذا قرر شارون اعتزال المعترك السياسي. لكن أحداً منهم لا يتوقع ذلك. من جهة أخرى، وصل مدير الاستخبارات المصرية اللواء عمر سليمان امس الى غزة حيث اجرى محادثات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس تناولت الانسحاب الاسرائيلي من القطاع. راجع ص4 وصرح رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع الذي حضر الاجتماع بان هناك شبه تفاهم عام مع اسرائيل عن مسألة معبر رفح الحدودي بين قطاع غزة ومصر. وتوقع ان تنتهي قضية معبر رفح"في الأيام القليلة المقبلة"، قائلاً إن سليمان سيبحث هذه القضية عندما يزور اسرائيل غداً الاربعاء. واضاف قريع ان معبر رفح"يجب أن يكون معبراً فلسطينياً - مصرياً"وأن قضية المعبر"في طور البحث النهائي". ورداً على اسئلة الصحافيين قال قريع:"نحن لا نقبل حكومة في غزة، نحن لدينا حكومة للضفة والقطاع، ولا نقبل دولة موقتة الحدود على الاطلاق، ونتطلع بعد اتمام عملية الانسحاب من القطاع الى أن تستكمل قوات الاحتلال خطوات الانسحاب من الضفة لقيام دولة فلسطينية قابلة للحياة في الضفة والقطاع وفق الرؤية التي ذكرها الرئيس الاميركي جورج بوش، والتي تضمنتها خطة خريطة الطريق". ونقلت اذاعة الجيش الاسرائيلي عن شارون امس ان اسرائيل لن تحتفظ بكل المستوطنات القائمة حاليا في الضفة الغربية، لكن شارون امر في الوقت ذاته بالشروع فوراً في بناء مقر الشرطة الاسرائيلية العام لمنطقة الضفة الغربية يهودا والسامرة بحسب الوصف الاسرائيلي في المنطقة الواقعة بين مستوطنة"معاليه ادوميم"والقدسالشرقية. وأوضح شارون بحسب اذاعة الجيش ان الخريطة النهائية للمستوطنات التي ستحتفظ بها اسرائيل في الضفة الغربية لن تقدم الا في المرحلة الاخيرة من المفاوضات مع الفلسطينيين. وقال:"لن تبقى كل المستوطنات القائمة اليوم في يهودا والسامرة الضفة الغربية". لكنه اضاف ان اي قرار بهذا الصدد لن يكون الا في اطار اتفاق دائم بموجب خطة"خريطة الطريق"للسلام. وأدلى شارون بهذه التصريحات في حديث اجرته معه الشبكة العاشرة وبثته مساء امس. وأنهت اسرائيل قبل اسبوع اخلاء مستوطنات قطاع غزة واربع مستوطنات شمال الضفة الغربية في اطار خطة الانسحاب من طرف واحد التي اطلقها شارون. وكان شارون قال مراراً إن إسرائيل ستحتفظ بعد الانسحاب من غزة بستة مجمعات استيطانية كبيرة في الضفة الغربية، خصوصاً حول القدس في اطار أي اتفاق مستقبلي مع الفلسطينيين. وعلى الصعيد الديبلوماسي، أبلغت اسرائيل الممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا الذي اجتمع امس مع وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز، انها لن تبحث في تطبيق"خريطة الطريق"في حال استمرار العمليات الفلسطينية. وقالت كريستيان غالاش الناطقة باسم المسؤول الاوروبي ان"سولانا شرح لمحاوريه الاسرائيليين ان عدم اغتنام الزخم الذي ولده الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة سيشكل خطأ فادحا". وانتقل سولانا امس الى غزة حيث اجتمع مع الرئيس عباس.